قصص العدل والتوحيد في العَلَم السعودي

تم النشر في

يحفل تاريخ المملكة العربية السعودية بأيام خالدة، نستذكر معها قصص الوطن وبطولاته وأمجاده، وسيرته العطرة، في مراحل تأسيسه الأولى، والوصول به إلى ما هو عليه اليوم من تقدُّم وتطوُّر وازدهار، أشاد به العالم ولا يزال. فبعد أقل من 20 يومًا من احتفال السعودية وشعبها بيوم التأسيس في 22 فبراير الماضي تحتفل البلاد اليوم بيوم العَلَم، الذي يصادف 11 مارس من كل عام.

وسيبقى هذا اليوم مناسبة وطنية مهمة، يفتخر بها كل مواطن ومواطنة، وفيها أقر مؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز آل سعود العَلَم السعودي بشكله الذي نراه اليوم.

ولا أبالغ إذا أكدت أن العَلَم السعودي يختلف عن أعلام البلاد الأخرى؛ فيكفي أنه العَلَم الوحيد الذي لا يُنكس؛ ليس لسبب سوى أنه يحمل عبارة التوحيد، فضلاً عن قيمة هذا العَلَم؛ باعتباره رمزًا وطنيًّا، يمتد عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هــ، الموافق 1727م، ويرمز إلى شهادة التوحيد، وتتوسطه رسالة السلام والإسلام، الممزوجة بالحق والعدل القائم على القوة.

ولمن لا يعرف، فكل شيء في الراية السعودية له معناه ودلالاته الرمزية، مثل اللون والحجم والزخرفة، كما أن التغييرات التي شهدها العَلَم خلال العقود الماضية ترمز إلى حِقب تاريخية مهمة، مرت بها البلاد في الدولة السعودية الأولى، ثم الدولة السعودية الثانية، وصولاً إلى الدولة السعودية الثالثة. تفاصيل هذه الحِقب تختزن قصصًا من البطولات، وأحداثًا مهمة في صفحات التاريخ السعودي، تُظهر كيف كانت البلاد في بدايات التأسيس، وكيف أصبحت اليوم.

وبعبارات أوضح أقول: إن راية الدولة السعودية الأولى عُرفت بشكل معيّن، يرمز إلى البدايات، إذ كانت خضراء، ومشغولة من الخز والإبريسم، وكُتب عليها شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وكانت معقودة على سارية بسيطة. واستمرت هذه الراية في عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود، وابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد، وابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز، وابنه الإمام عبدالله بن سعود.

أما عَلَم السعودية اليوم فهو مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثَي طوله، ولونه أخضر، ويمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه شهادة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وأسفلها سيف مسلول، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العَلَم. هذا السيف يرمز إلى القوة والعدل.

وسيبقى "يوم العَلَم" على الدوام مناسبة عزيزة على قلب كل مواطن ومواطنة، وستبقى راية العَلَم رمزًا للعدل والقوة والسيادة، وشاهدًا على توحيد السعودية الثالثة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وسيرة مَن شاركوا في حملات التوحيد التي خاضتها الدولة السعودية.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org