السعودية بوابة الخير والعطاء..

ليس بغريب على حكومة وشعب المملكة ما يقومان به من أعمال إنسانية جليلة؛ لمساعدة دول العالم؛ لقد ظلت المملكة العربية السعودية ثابتةً في مواقفها متمسكة بمبادئها وقيمها وعاداتها وتقاليدها الممتدة جذورها في أعماق التاريخ، وكانت ولا تزال هي المنهج والدستور والأساس الذي بُنيت عليه حضارة شبه الجزيرة العربية؛ فالكرم والشهامة والمروءة صفات وجدت في الجينات الوراثية لإنسان هذا البلد وتوارثتها الأجيال جيلًا بعد جيل، فهي الملاذ الآمن والمأوى والأرض المطمئنة استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات} سورة البقرة.

تعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول أمنًا واستقرارًا لأهلها، ولكل من لجأ إليها، وأكثر الدول استقبالًا للزائرين واللاجئين، مع إتاحة فرص العلاج والتعليم مجانًا، والحرص على اندماجهم في المجتمع، وذلك من خلال وجودهم في جميع مناطق المملكة؛ انطلاقًا من الهوية السعودية الإنسانية، فإنها تسعى إلى تخفيف معاناتهم عن طريق توفير أساسيات الحياة الكريمة من إيواء وتعليم وتغذية وعلاج.

ومن مبادرات المملكة الخيرية والإنسانية إنشاء العديد من المنظمات؛ ومنها رابطة العالم الإسلامي وهي منظمة إسلامية عالمية جامعة مقرها مكة المكرمة، تهتم بإيضاح حقيقة الدين الإسلامي، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع، وتضم في عضويتها:

هيئة الأمم المتحدة: بصفة عضو مراقب بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بين المنظمات الدولية وغير الحكومية ذات الوضع الاستشاري.

كذلك تضم في عضويتها منظمة التعاون الإسلامي: بصفة مراقب، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) كأعضاء.

كما قامت المملكة بإنشاء الصندوق السعودي للتنمية ليصبح القناة الرئيسية التي تقدم من خلالها الحكومة السعودية مساعداتها الإنمائية، ويتمثل هدفه الأساسي في المساهمة بتمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول وتقديم منح للمعونة الفنية لتمويل الدراسات والدعم المؤسسي، كما يقدم التمويل والضمان للصادرات الوطنية غير النفطية.

ومن كبرى الأعمال الإنسانية إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ انطلاقًا من الدور الإنساني والريادي تجاه المجتمع الدولي في شتى أنحاء العالم، واستشعارًا منها بأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان؛ ليعيش حياة كريمة، فقد بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليكون مركزًا دوليًا مخصصًا للأعمال الإغاثية والإنسانية بتوجيه ورعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد أيدهما الله.

ويعتمد المركز في أعماله على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية، ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين، وإغاثة المنكوبين في أي مكان من العالم، تتم من خلال الاستعانة بمنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية ذات الموثوقية العالية في الدول المستفيدة، مع مراعاة أن تكون مشاريع وبرامج المركز متنوعة بحسب مستحقيها وظروفهم، وتشمل المساعدات جميع قطاعات العمل الإغاثي والإنساني (الأمن الإغاثي، إدارة المخيمات، الإيواء، التعافي المبكر من أثار كورونا، الحماية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الصحة، دعم العمليات الإنسانية، الخدمات اللوجستية، الاتصالات في الطوارئ).

ويسعى المركز إلى أن يكون نموذجًا عالميًا في هذا المجال، مستندًا على مرتكزات عدة، منها:

مواصلة نهج المملكة في مد يد العون للمحتاجين في العالم، وتقديم المساعدات بعيدًا عن أي دوافع غير إنسانية وضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تُستغل لأغراض أخرى.

لم يقتصر خير السعودية منذ تأسيسها على أبنائها فقط، وإنما عمّت معظم أرجاء العالم حيث قدمت المساعدات الإنسانية والتنموية والخيرية من منح وقروض ميسرة لكل دول العالم دون تمييز على أساس لون أو دين أو عرق وكانت المملكة من أكبر عشر دول في العالم تقديمًا للمساعدات.

مع ظهور الجائحة العالمية لفيروس كورونا، واجهت المملكة الانتشار السريع لهذا الفيروس بشكل فوري وفعّال، وشعرت المملكة بمسؤوليتها في التصدي لهذا الفيروس، فسخّرت كل إمكانياتها دون تردد واضعة في حسبانها مدى تأثير ذلك على الاقتصاد القومي، ولم تقتصر جهودها في حماية مواطنيها من هذا الخطر، بل شملت رعايتها جميع المقيمين على أراضيها، وكانت المملكة من أوائل الدول التي أنشأت مختبرات فحص آمنة، ووضعت قيودًا على السفر وخدمات الشحن، مما أدى إلى فرض حظر على السفر الدولي والمحلي، برًا وبحرًا وجوًا، واستمرت المملكة بعد ذلك في الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية، وحرصت المملكة على الحصول على اللقاحات المصرح بها ليتمكن كل من يقيم على أراضيها بأخذ اللقاح.

تمد المملكة العربية السعودية يدها بالخير والعطاء لتقديم المساندة والدعم للأفراد وللدول الشقيقة؛ انطلاقًا من إيمانها ورؤيتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي وكقلب نابض للعالم الإسلامي، وشملت مساعداتها الإغاثية والإنسانية الكثير من الدول النامية، ولا تزال جسورها الخيرية ممتدة.

المملكة العربية السعودية معروفة بكرم شعبها وحكومتها، ودعمها الخالص لتقديم المساعدات الإنسانية.

وستظل المملكة عونًا وسندًا للعالم طالما يقف على قيادتها رجالٌ صدقوا الله ما عاهدوه عليه، وشعب تربى على احترام الإنسانية ومد يد المساعدة بكل حب وتجرد، واضعين في الاعتبار صدق النية ونقاء السريرة.

نسأل الله أن يديم على مملكتنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار والنماء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org