الرياض تأخذ زينتها وتتجمل

تم النشر في

شهد يوم الأربعاء الماضي 25 أكتوبر 2023 حدثاً ستكون له تبعات إيجابية رائعة على مدينة الرياض، فقد تم توقيع أكبر عقود للإعلانات الخارجية في العالم بقيمة تجاوزت 16 مليار ريال لمدة 10 سنوات، حيث أقيم حفل التوقيع بقاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية، وسط أجواء مليئة بالبهجة والحبور امتزجت فيها الإرادة الصادقة بالطموح الوثّاب والرغبة في تشكيل إضافة عصرية تحسن المشهد الحضري لعاصمة بلادنا الحبيبة التي تتأهب لاحتضان كثير من الشركات العالمية التي ستنقل مقراتها الإقليمية للمملكة، إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات والأحداث.

فالرياض ستكون محطّ أنظار العالم خلال الفترة المقبلة، لذلك كان من الطبيعي والضروري أن تشهد العديد من الإضافات والتحسينات لأنها عنوان بلادنا الفتية والجزء الأبرز من اللوحة الرائعة التي تسمى المملكة العربية السعودية، وهذا هو الدافع وراء توقيع هذه العقود المتميزة لتقديم أعمال مبتكرة تحقق الاستدامة وتزيل التشوهات البصرية وتزيد جاذبية الرياض كمنطقة مزدهرة تنعم بجودة الحياة.

ولأن أمانة منطقة الرياض اعتادت على التفرد في عملها، وتتبع في نهجها أساليب الإدارة الحديثة وفي مقدمتها الاحترافية والتخصّص، فقد سارعت إلى إنشاء شركة ريمات الرياض لتكون ذراعها التنموي الذي يعنى بتطوير الخدمات البلدية لأنه أبرز الواجهات التي تميّز تطور المدن ومواكبتها لمبادئ الاستدامة، فالشركة تسعى جاهدة لإيجاد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني عبر اغتنام الموارد والإمكانات المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لما فيه المصلحة العامة.

وحسبما سمعنا في ثنايا الأخبار فإن العقود التي تم إبرامها تعتبر هي الأعلى على مستوى العالم، حيث تفوق العاصمة البريطانية لندن والأسترالية سيدني. كذلك فإن بعض اللوحات التي تم الاتفاق عليها سوف تمثّل إضافة حقيقية وتصبح في المستقبل من أبرز المعالم الرئيسية للعاصمة، فعلى سبيل المثال فإن شاشة برج المملكة سوف تكون إحدى أكبر الشاشات المسطحة في العالم.

كذلك فإن المشروع يستهدف إيجاد هوية إعلانية موحّدة تستصحب تراث المملكة وعراقتها وموروثاتها، مع توفير قدر كبير من المرونة الكافية للشركات للإبداع في التصاميم، وذلك سوف يضفي أبعاداً جمالية مستوحاة من هذه الهوية، لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار أنه سيتم تحويل ما لا يقل عن 70% من اللوحات الإعلانية لتكون رقمية، وهو ما يتوافق وينسجم مع جهود الدولة نحو التحول الرقمي الكامل.

الجانب الآخر المشرق في الموضوع هو أن الشركات المتعدّدة التي تم التوقيع معها سوف تستعين بأعداد كبيرة من الشباب السعودي الطموح لأغراض التصميم والتنفيذ والصيانة، من بينهم مهندسون وتقنيون وفنيون، وهو ما يشير بوضوح إلى عدد كبير من الفرص الوظيفية الجديدة التي ستكون في انتظار كوادرنا الوطنية المؤهلة.

بقي التنويه للجانب الاستثماري الكبير الذي يحتوي عليه المشروع الذي لا يقتصر على كونه مشروعاً لتجميل وجه العاصمة الحبيبة، بل ينطوي على جانب استثماري ضخم سوف يحقّق عوائد ضخمة، وهو ما يمثّل المزيد من مصادر الدخل المستدامة والمتجدّدة التي دعت لاستنباطها رؤية المملكة 2030. وهذا الفهم الحديث المتقدم يستحق الإشادة والتنويه، فهو يؤكد أن الأمانات والبلديات لم تعد مصادر معنية بصرف الأموال عليها فحسب، بل هي مصادر دخل إضافي متجدّد.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org