تطوير مكة.. خصوصية المكان وثراء التجارب في سباق الزمن

مكة المكرمة حاضنة الحرم الشريف، ومتنزل اقرأ، المدينة التي تحتضن ثقافات العالم، بمختلف جنسيات وألسنة قاصديها على مدار العام، تشهد هذه الأيام توافد ضيوف الرحمن من أصقاع العالم الإسلامي كافة؛ لأداء مناسك الحج، في ظل منظومة متكاملة من الخدمات التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين.

* تشهد في كل عام نقلات تطويرية، ومشاريع حديثة؛ للتيسير على ضيوف الرحمن أداء مناسكهم في أجواء روحانية، ورحلة إيمانية، ينعم فيها الضيف الكريم بحسن الاستقبال، وكرم الضيافة، وجودة الزيارة.. وتقوم على تلك المشاريع الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون والتكامل مع الوزارات والجهات المعنية، كلٌّ في مجاله؛ لتنمية أقدس وأطهر البقاع، عبر مشاريع التحديث والأنسنة، وزيادة المراكز الحضرية، وإعادة توزيع الكثافة العمرانية، وتحسين الرقمنة وأتمتة الأعمال في القطاعَيْن العام والخاص؛ للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للسكان والزوار.

وتأكيدًا لهذا الدور المنوط بالهيئة، وتحقيقًا لأهدافها، يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-.

* واستكمالاً للمشاريع التي بدأتها الهيئة في الأعوام الماضية لتطوير البنية التحتية في المشاعر المقدسة، وتحسين خدمات منظومة النقل، ومشروع الأضاحي، تشهد المشاعر المقدسة هذا العام تنفيذ العديد من المشاريع النوعية التي من شأنها إثراء تجربة ضيوف الرحمن، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، ومنها: الحملة التوعوية لحجاج بيت الله الحرام، التي تركز على الممارسات الصحيحة أثناء أداء الفريضة؛ ليؤدي الحاج مناسك حجه وفق مواقيتها الزمانية والمكانية الصحيحة، في ظل الأعداد المليونية خلال الموسم.

* وتسهيلاً لحركة الحجاج، وتقليل زمن الانتظار للوصول إلى المنطقة المركزية للحرم الشريف في وقت قياسي، استكملت الهيئة عددًا من مشاريع الطرق، أهمها: الجزء الشمالي من الطريق الدائري الثالث، وربط عدد من المحاور في الطريق الدائري الأول بالمشاريع الحيوية، كمشروع وجهة مسار، ومشروع جبل عمر، ومشروع التوسعة، وطريق الأمير محمد بن سلمان، وطريق أجياد والمسجد الحرام، إضافة إلى تشغيل عدد من المحاور والتقاطعات في الطريق الدائري الثاني.. وعملت على مسار النقل الترددي لضيوف الرحمن من مساكنهم إلى المسجد الحرام، بطاقة استيعابية تقدر بنحو الـ 74 مليون راكب، والاهتمام بالوسائل الحديثة والسريعة ذات الاستخدام الفردي كـ(السكوتر الكهربائي) كتجربة رائدة جديدة، تهدف إلى تسهيل تنقُّل ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة، وخصصت له ثلاثة مسارات، هي: مسار مزدلفة - منى، ومسار طريق المشاة لمنشأة الجمرات من جهتَي الشرق والغرب.

* وعملت الهيئة على تحسين مسارات التنقل بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وطرق المشاة بين المشاعر، ونفّذت بها مشاريع الرصف المرن، إضافة إلى تأهيل المواقيت، وأنسنة المواقع المحيطة بها.

* هذه المشاريع الكبيرة والنوعية تأتي مواكبة لأعمال ومشاريع التطوير الحضرية، التي من شأنها تحقيق تطلعات القيادة الرشيدة؛ لتكون مكة مدينة ذكية، بمواصفات عالمية، مراعية لخصوصيتها، التي عملت عليها الهيئة في فترة قصيرة من عمر الزمن، واستطاعت استكمال العديد منها خلال السنوات الماضية، بالرغم من تحديات التنفيذ والتشغيل في آن واحد.. وستشهد مشاريع تطويرية وتخطيطية كبيرة خلال السنوات القادمة؛ فمكة مدينة نابضة، دائمة التطوير، ومشاريعها لا تعرف السكون.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org