لنتفق أن هناك صراعًا بين مصلحة المُعلِّم والطالب في عودة التعليم لفصلَيْن دراسيَّيْن، وضرورة أن تستمر العملية التعليمية طيلة العام، وبمدة إجازة بسيطة؛ لأن المستقبل السعودي يحتاج لجيل متعلم قادر على التعامل مع كل الظروف والتحديات، والتغلب على الأزمات.
إن تخاذلنا عن الصرامة والحزم في تطبيق هذا القرار سينشئ جيلاً "رخوًا"؛ تتلاعب به التقنيات الحديثة، وتُسيِّره نحو المجهول، وإلى أفق حالم، لا مردود منه.. فكل رب أسرة يعيش برغبة أن يجد أبناءه في موقع أفضل تعليمًا وعملاً، لكن معطيات المرحلة تجعله في خيار صعب بين مغريات تقنية وترفيهية وضرورات تعليمية وعلمية.
واقعنا اليوم أنهى منطقة الراحة، ودفع بالجميع للتعليم والتعلم في قاعة الدرس وفي ميدان العمل، وأنهى مسؤولية الجماعة لمسؤولية الفرد؛ ليبذل جهدًا أكبر، ويعمل أكثر؛ ليجد فرصًا يجني منها مالاً.
أرجو أن يتحمل كل معلم ومعلمة مسؤولية حماية جيل قادم من انهيار القيم، وتزعزع المعتقدات، واهتزاز الثقة بوطنه، بتوجيه رسائل مباشرة وغير مباشرة، تحفظ لنا أبناءنا من الحراك الكبير في وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت النموذج والمُربِّي والموجِّه بشكل غير سوي، يختلط فيه، وتذوب القيم مع التهريج والإسقاطات غير السوية التي جعلت هدف الجيل شهرة عابرة بلا مهارة، ولا قدرة، ولا علم نافع، ولا وعي وحس وطني يدفعه للتفوق والريادة والتميُّز.