السعودية.. قصة كفاح لا تنتهي
نعيش هذه الأيام ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، وفيها نستلهم العبرة والفائدة والدرس، ونستذكر تاريخًا عتيقًا، عمره ثلاثة قرون مضت، سطَّر أحداثه أبطال تسلحوا بالشجاعة والإقدام، وهم يسعون مرة بعد أخرى لتأسيس هذا الكيان الشامخ تحت مظلة القرآن الكريم والسنة النبوية، اللذين كانا دستورًا للبلاد، لا يحيدون عنه قيد أنملة.
واليوم يحق لنا أن نرفع التهنئة القلبية إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، وإلى الشعب السعودي الكريم بهذه المناسبة الخالدة، التي نشعر فيها بالفخر والاعتزاز؛ كوننا أبناء هذه البلاد الطاهرة، مهبط الوحي، وموضع قِبلة المسلمين حول العالم.
لا يحتاج المتأمل في مسيرة السعودية، وجذورها الضاربة في أعماق التاريخ، جهدًا كبيرًا ليدرك أن لهذه البلاد قصصًا من الكفاح والتضحيات التي لا تنتهي من أجل إعلاء كلمة الله، وترسيخ القيم، وتعزيز المبادئ العربية الأصيلة في أرض الجزيرة العربية، بعد حقبة طويلة من الفرقة والتشتت والضعف؛ فقد ألهموا العالم كيف يتجاوزن الصعاب، ويتغلبون على التحديات من أجل تحقيق الهدف.
يعكس يوم التأسيس ما تتمتع به السعودية من إرث تاريخي كبير، مهَّد له الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – في إطار أحداث وقرارات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، أثمرت الدولة السعودية الأولى، مرورًا بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود – رحمه الله – وتأسيس الدولة السعودية الثانية، وصولاً إلى الكيان الشامخ (المملكة العربية السعودية) على يد موحدها ومؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه - وباني نهضتها، الذي ينسب له الفضل ـ بعد الله ـ في تطورها ونمائها، ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم وازدهار شامل، ومكانة مرموقة عربيًّا وإقليميًّا وعالميًّا، ومن بعده جاء أبناؤه الملوك – رحمهم الله – حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.
ما تشهده هذه البلاد منذ تأسيسها الأول حتى وقتنا الزاهر، من مراحل بناء ونمو وتطور، تترجمها قفزات تنموية هائلة ومتسارعة في مختلف المجالات، يعكس حجم تطلعات الإنسان السعودي، ويؤكد حرص القيادات السعودية على النهوض بالوطن والارتقاء به، وهو ما شهدناه ونشهده في مسيرة البلاد في تاريخها القديم والحديث.
وستبقى مسيرة السعودية الثالثة، وما تحفل به اليوم من قفزات تنموية، انطلقت تحت مظلة رؤية 2030، شاهدة على حكمة القيادة الرشيدة، وإصرار الشعب على التطوير والتحديث، وإعادة بناء الوطن على مرتكزات صلبة، نتج منها بلد قوي وشامخ، يرتكن إلى تاريخ حافل بالمنجزات، وحضارة إنسانية استثنائية، وإمكانات هائلة، تدفع مسيرته إلى الأمام، بمباركة خادم الحرمين الشريفين، وبجهود ولي العهد، عراب الرؤية، الذي وعد وأوفى.