الرياض تخطف الأنظار وتنتزع "إكسبو 2030"

مرة أخرة تعود مملكتنا الحبيبة لتتصدر اهتمامات وسائل الإعلام الدولية، وتصنع الحدث وهي تخطف أنظار العالم؛ لتفوز بتنظيم معرض إكسبو الدولي 2030؛ إذ جاء ملف ترشيحها متكاملاً ومليئًا بعناصر القوة ومفردات التشويق، ومبهرًا بما احتوى عليه من أفكار رائدة، وخطط غير مسبوقة، أسهمت في إقناع مندوبي الدول التي تمتلك حق الاقتراع لاختيار الدولة الفائزة؛ إذ اكتسحت الرياض بقية المرشحين منذ الجولة الأولى للتصويت، وحصلت على 117 من إجمالي 170 صوتًا.

هذا الفوز الساحق أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن السعودية هي أرض المستقبل، ومهد الفرص الواعدة، وأن من صوتوا لصالحها اختاروا الأفضل، وانحازوا للتميز، واستجابوا لصوت العقل.. فالملف الذي تقدمت به بلادنا، وعكف على إعداده منذ وقت مبكر مجموعة من الخبراء والمتخصصين، كان مقنعًا للحد البعيد؛ إذ لم يحتوِ فقط على عناصر القوة السعودية، بل تضمّن أفكارًا غير مسبوقة، تمثلت في إتاحة الفرصة لأكبر عدد من دول العالم للمشاركة؛ إذ بلغ عدد الدول التي ستشارك في هذه المناسبة 196 دولة و29 منظمة عالمية غير حكومية، تمثل أطياف المجتمع المدني كافة.

ليس ذلك فحسب، بل إن الجانب الذي أثار إعجاب ممثلي الدول الأخرى هو أن السعودية رصدت مبلغ 353 مليون دولار لتقديم الدعم لأكثر من 100 دولة نامية لمساعدتها على المشاركة والاستفادة من هذه المناسبة التي تعد الأكبر على مستوى العالم، فأي سمو أكبر من ذلك؟ وأي نبل؟

هذا النهج الفريد يؤكد حقيقة واضحة، هي أن السعودية تحرص على تطبيق مبدأ "الازدهار للجميع"، الذي تتبناه منذ فترة طويلة، وأكدته عندما طالبت خلال قيادتها مجموعة العشرين الدول الكبرى بإعفاء الدول الأقل دخلاً من فوائد الديون، وطبقته حرفيًّا وهي تستضيف خلال الشهر الجاري القمة السعودية-الإفريقية، وتعلن رصدها عشرات المليارات لمساعدة دول القارة السمراء على النمو والازدهار؛ لذلك لا أبالغ إذا قلت إن التهنئة ينبغي أن توجَّه للدول التي اختارت السعودية لتنظيم هذا المحفل العالمي المتميز، لأنها بذلك أسهمت في تحقيق التنمية في تلك المناطق، وشاركت في تعزيز الاستثمار العالمي في الدول الواعدة.

ولا بد من الإشادة في هذا المقام بنجاح الدبلوماسية السعودية التي تثبت في كل يوم علو كعبها، وقوة صوتها، وتعاظم تأثيرها.. فقد كان لتحركها المبكر أثر واضح في حشد الدعم لصالح الملف السعودي، وكانت نتيجة التصويت شبه مضمونة منذ وقت طويل، ورأينا بأعيننا كيف أن كثيرًا من الدول أعلنت قبل وقت طويل تأييدها المطلق لتنظيم السعودية هذه الفعالية التي تكتسب أهمية اقتصادية متعاظمة.

وحتمًا فإن العالم عندما تتقاطر وفوده للمشاركة في أعمال المعرض سوف يرى كيف أن الإبداع صناعة سعودية راسخة، وكيف أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – أصاب كبد الحقيقة عندما قال إن السعودية هي أكبر قصة نجاح خلال القرن الحادي والعشرين.

سنبهر الجميع بما نملكه من خطط متكاملة، وقيادة رشيدة، تعرف جيدًا كيف تسخّر مقدرات شعبها لما فيه مصلحته، وتقوده نحو مراقي المجد والرفعة.. وسنكون على قدر التحدي ليعلم الجميع بأننا نتقن فن الإبهار والإقناع، وكما أننا الدولة الأولى المنتجة للنفط في العالم فإننا نمتلك مقومات الإبداع كافة، وأن مجتمعنا العصري يستصحب تاريخه العريق وحاضره المزهر؛ ليخطو نحو مستقبل مشرق -بإذن الله-.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org