في عصرنا الحاضر يوجد العديد من الدول التي لم تحقق حضورًا كبيرًا على مستوى العالم، بل لم تكن من الدول التي يُشار إليها بالبنان دوليًّا، ولكن بعد الانطلاق في مجال الصناعة أصبحت رقمًا مهمًّا على مستوى العالم حتى وصلت صناعاتها إلى أرجاء المعمورة كافة، وحققت مداخيل مهمة، رفعت من اقتصادها ورفاهية شعوبها. هذه الدول من أبرزها (اليابان وكوريا الجنوبية والصين) التي لم تكن دولاً صناعية مطلقًا قبل ستين عامًا، ولكن بعد أن أخذت بزمام المبادرة، وتطوير قدراتها الذاتية، حققت النجاح والريادة على مستوى العالم، وأصبح الجميع يتحدث عن صناعات تلك الدول المطلوبة لدى المستهلكين كافة في أي مكان داخل كوكبنا الصغير.
لدينا في السعودية الإمكانات لننطلق في هذا المضمار بعد أن تم إطلاق رؤية 2030 التي أكدت عدم الاعتماد على النفط كمدخول رئيسي؛ إذ بدأ التحول نحو الصناعة، التي تعتبر فعليًّا العمود الفقري الذي يمكن من خلاله الوصول إلى مواقع متقدمة عالميًّا كما فعلت دول شرق آسيا. تحقيق ذلك النجاح يحتاج إلى صبر ومثابرة ونَفَس طويل، ولكن في نهاية المطاف سنصل -بإذن الله- إلى ما نريد.
في مجال الصناعات العسكرية لم نكن نصنع سوى 3%، ولكن حاليًا وصل الرقم إلى 15% على أمل أن نصل إلى 50% خلال السنوات القادمة؛ ما يعني أننا نسير على خطى ثابتة وواثقة، وأهداف محددة، ستصل بنا إلى مبتغانا بحول الله.
إعلان سمو ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، الأمير محمد بن سلمان، قبل أيام عدة إطلاق شركة (سير)، بوصفها أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في البلاد، يؤكد أننا نسير نحو الريادة في مجال التصنيع عن طريق الاستثمار في مجالات حديثة وجديدة، بدأت بوادر التحول إليها مؤخرًا؛ إذ إن السيارات الكهربائية خلال العشرين سنة القادمة ستكون هي المطلوبة عالميًّا؛ ما يعني أننا استثمرنا في منتج سيحقق لبلادنا نجاحًا باهرًا، وموطئ قدم على خارطة الدول الصناعية المهمة. كما أن هذه العلامة التجارية ستسهم في جذب الاستثمارات المحلية والعالمية؛ ما يعني خلق الكثير من فرص العمل لأبناء وبنات الوطن، وتقليص البطالة.