هل لك أسرار!؟؟

تم النشر في

إن من المُسلَّمات التي تقررها فطرة البشر أن الإنسان يميل بطبيعته إلى بني جنسه، ويميل أيضًا إلى بني جلدته، تكون بينه وبينهم رابطة وطيدة، وعلاقة وثيقة.

وهناك مؤشرات عدة، تضيء أمامنا؛ لتدل على عمق هذه العلاقة الإنسانية. ومن مؤشراتها ما يكون بين الإنسان والآخرين من أسرار، تدور بينهم، وتكون محفوظة عندهم؛ فتكون دالة على عمق هذه العلاقة التي بينهم في أغلب الأحيان. وكان لزامًا أن يكون للإنسان أسرار مع الآخرين مسايرة للحياة الاجتماعية.

وحديثنا عن أسرار الإنسان مع الآخرين هو جانب واحد فقط في عالم الأسرار، لكن حديثنا عن الجانب الآخر هو في الحقيقة الجانب الأساسي في عالم الأسرار، وهو أسرارك مع الله سبحانه وتعالى.

السؤال الحقيقي الآن: هل لك أسرار مع الله؟! هل لك أسرار تخفيها عن أعين البشر، وتكون خبايا بينك وبين الرب سبحانه وتعالى؟!

اسأل نفسك، وقلِّب صفحاتك، هل تجد فيها أسرار!؟ أو على الأقل سرًّا واحدًا؟

أخي، أيها الساعي في هذا المضمار، منذ مدة وأنت تسابق على كثير من الأفعال، ولكن معظمها تكون جماعية أمام مرأى ومسمع من الناس، وهذا خير لا نشك فيه، بل إن منها ما يكون لزامًا أن يؤدَّى جماعيًّا، لكن المتأمل في مضمار سباق آخر إلى الجنات في مضمارها السري - إن صح التعبير – يجد أنه قَلَّ فيه العاملون في لحظات عدة.

وحقيقة، لو استنطقنا التاريخ بذكر نماذج في هذا المجال لطال بنا المقام، ولكن هي إشارة، واللبيب مثلك يكفيه ذلك.

همست في أذنه فأسررت له: ماذا أسررت بينك وبين الله!؟ رُبَّ خبيئة بينك وبينه تكون سببًا لنيل مغفرته.

اللهم اغفر لنا يا رب.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org