اليوم الوطني ورحلة المجد

تم النشر في

تحل علينا ذكرى اليوم الوطني الـ93 للمملكة العربية السعودية ونحن نعيش عصرًا من التألق والازدهار الاستثنائي، الذي هو ثمرة جهود كبيرة وتضحيات جسام، بذلها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن عندما نجح، ومعه نفر قليل، ممن آمنوا بدعوته لتوحيد هذه الأمة على قلب رجل واحد، مسجلين في صفحات التاريخ أكبر تجربة توحيد يشهدها التاريخ الحديث.

لم تكن عملية التوحيد التي أرساها الملك المؤسس من فراغ، وإنما من إيمان قوي، وعقيدة راسخة بأن الله دائمًا في عون من يُعلي كلمته وشريعته السمحة، وهو ما حدث على أرض الجزيرة العربية، عندما نجح المؤسس في محاربة الجهل، ووضع حد للحروب الطاحنة بين القبائل المتنافرة، وتوحيدها تحت شعار (لا إله إلا الله).

سيبقى اليوم الوطني ذكرى خالدة في وجدان كل مواطن ومواطنة، يستلهمون منها العبرة والدرس، ومعها القدوة الحسنة، ممثلة في شخصية القائد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي أعاد صياغة كتابة تاريخ الجزيرة العربية على مبادئ من العدل والمساواة والنماء، وهو ما نتج منه اليوم وطن شامخ ومتطور، لا يرضى إلا أن يكون في المقدمة، ويشق طريقه بين الدول المتقدمة.

لستُ هنا للحديث عن إنجازات الملك المؤسس؛ لأنها معروفة للجميع، بقدر الحديث عن ثمار الجهود التي بذلها في تأسيس السعودية، ومن بعده جاء ملوك السعودية؛ ليكملوا المسيرة عهدًا بعد آخر، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، اللذين أعادا صياغة السعودية الثالثة على مرتكزات قوية وأسس ثابتة.

رحلة السعودية من البدايات المتواضعة إلى التقدم والازدهار تكشف عن تفاصيل قصة ملهمة، تقدمها السعودية إلى العالم، عنوانها "كيف تُبنى الدول القوية بالعزيمة والإصرار".. هذه القصة كانت مثار انبهار دول العالم ودهشتها، وتساءلت كيف استطاع رجال قَدِموا من الصحراء أن يسجلوا ملحمة بطولية استثنائية، سيذكرها التاريخ إلى أن يرث الله الأرض من عليها؟

وهنا من الصعب تجاوُز تجليات رؤية 2030 وما صنعته من إنجازات في سبع سنوات ماضية. هذه الإنجازات كانت شاملة كل مناحي الحياة، بداية من الاقتصاد، مرورًا بالاجتماع والسياسة، وليس انتهاء بالتقنيات الحديثة والتكنولوجيا. هذه الرؤية تُعد أكبر دليل على عزيمة القيادة الرشيدة، وإصرار الشعب السعودي على إجراء الإصلاحات والتغيير المطلوبَين في بناء مملكة جديدة وحديثة.

في هذه المناسبة الوطنية أتقدم بالتهنئة القلبية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وإلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سائلاً المولى -عز وجل- أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يحفظ ولاة أمرنا من كل مكروه.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org