الدوري العالمي المخيف!!

دوري بلا كأس، ولا عدد لاعبين مُعيَّن، هو دوري مفتوح.. لا زمان له ولا مكان!!

جماهيره الشعوب، وملعبه يتنقل بين قارات العالم الخمسة.. بضاعته السلاح، ومدرجاته في المطارات الحربية والحدود!!

متى ينتهي هذا الدوري المخيف؟! وأين تكون الوجهة الحقيقية القادمة؟! وكيف ترسم سياسات النمو والتنمية؟! وبِمَ تُعلل المشكلات؟ وإلام نُرجئ العلاج الناجع لمشكلة كهذه؟!

تساؤلات عديدة، إجاباتها واحدة.. إنها صفة الصدق والشفافية والاقتناع.. وحينما تتبادل دول العالم المنافع تحت إطار برنامج عالمي واسع الاتجاهات، مرن التعاملات، شامل التطلعات، وقوي القرارات.. حينها نجد الضالة، ونحكم القيد، ونستديم المنفعة، ونحقق التكامل!!

مهما تعامينا فالحقيقة لا تُغطَّى بغربال؛ لأن الصراعات هي جزء لا يتجزأ من التطور الإنساني؛ فهي فرصة للتغيير!!

يقول "جون ماكنزي": "الصراع هو الأب الأول للتغير". ويشاركه في ذلك "برايان تريسي"؛ إذ يقول: "الصراعات هي فرصة للنمو والتعلم". ويرى "كارل كلاوزيفتز" أن "الصراع يمكن أن يؤدي إلى الابتكار والاختراع".

أمام آراء كهذه فإننا نوافق "براون" في قوله الشهير: "لا يمكن تجنب الصراعات في الحياة، ولكن يمكن تعلم كيفية إدارتها والتعامل معها بشكل صحيح".

لا يخفى على الجميع ما تملكه كل دولة من دول العالم من ثروات، وما تعانيه من مشكلات على كل المستويات؛ فكل الأشياء تنشأ عن طريق صراع الأضداد، وهذه طبيعة كونية، قدرها الله -عز وجل- بين الدول؛ فهناك نسبة وتناسب بين الغنى والفقر، والنمو والتنمية، والشح والفائض.. فالمثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ، كما قال الفيلسوف الفيزيائي "ألبرت آينشتاين".

كم لخيالي الواسع أن يرى العالم بدون مشاكل حروب، أو صراعات عرقية.. ونحن نؤمن بأن كل دولة لديها مشاكل، ولكن مشاكل عن مشاكل تفرق وتختلف؛ فالمشاكل الطبيعية مألوفة، بينما المشاكل المصطنعة على عكس ذلك؛ فالواجب أن نوجد حلولاً جذرية لمشاكلنا الجديدة؛ فالصراحة ممتعة، والأكاذيب مؤلمة.. يقول "أنتوني ليسيون": "كما تجلب المشاكل المال؛ يمكن للمال بدوره أن يجلب المشاكل".

ولو تطرقنا لبعض المشكلات التي تواجه دول العالم أجمع لخرجنا بمجموعة من السلبيات، منها: سوء الإدارة.. وهذه تكون على مستويَين: الأول يختص ببعض الدول الوسطى والصغيرة في عدم وجود رؤية. والثاني: مسؤولية الدول الكبرى الجامحة في صنع التوترات، وصناعة المشاكل، واستغلال ثروات الغير بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة.

أيضًا.. من المشكلات: الفساد المستشري في جسد دول العالم؛ فهو شوكة في جسد العديد من الدول. كذلك الاضطرابات السياسية في عدم وجود بيئة سياسية مستقرة وقابلة للاستمرار، تحقق النمو والتنمية.

ومن المشكلات أيضًا: الحروب الأهلية، الجوع، الفقر، الأمية، القبلية والأمراض في بعض الدول النامية.. فالسلام والتعليم والصحة مرتكزات أساسية لبناء أي مجتمع.

ومن أهم هذه المشكلات: الاتكالية على الغير، واعتقاد بعض الدول أنها في حاجة إلى الاعتماد على المساعدات من الغير، أو الحماية لها!!

نحن اليوم -كدول العالم- أحوج ما نكون لتصفير كل هذه المشاكل، والالتفات إلى ما هو أهم، من حلول جذرية للتلوث البيئي، ومعالجة البطالة والعنوسة والأمراض، ورعاية الطفولة، وتأمين الغذاء والدواء، وصناعة رؤية عالمية شاملة وعامة، تشمل كل دول العالم، وأن يكون لكل دولة رؤية خاصة، تتماهى والرؤية العالمية؛ كي نستطيع قتل الفساد، العداء، الفقر، الأمية، الحروب الأهلية، الأمراض، الجوع والاضطراب السياسي والإداري.. حينها سيكون العالم موزونًا، وستكون الحياة مستقرة، والمنافع متبادلة، والأمن مستتبًا، والأمان الاجتماعي حاضرًا!!

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org