تأثير أصدقائك على مشروعك
ما زلتُ أتذكر السيدة "روزي هوبس"، بريطانية الجنسية، التي كانت تشرف على عمليات التدريب في فنادق إنتركونتيننتال الشرق الأوسط، حين سألتها أثناء عملي في مجموعة IHG: كيف نزيد من دخل الفندق خلال فصل الشتاء الذي يقل فيه الضيوف والزوار؟ فقالت: "مجتمعك الصغير المكون من أقاربك وأصدقائك يجب أن يكونوا أول عملائك. لديكم في الفندق مقهى، ومطعم، وقاعة احتفالات، وقاعات اجتماعات، ونادٍ صحي فاخر. كم عدد أقاربك الذين أخبرتهم بالمميزات؟ كم عدد من استفاد منها؟".
كان استفسار "روزي" بمنزلة توجيه غير مباشر للاستفادة من العلاقات الشخصية المقربة في الإعلان والتسويق.
ومنذ ذلك الوقت وأنا أحث جميع أصحاب المشاريع الصغيرة على دعوة أقاربهم وجيرانهم وأصدقائهم لمعرفة مشاريعهم، وفَهم ما يقدمونه من خدمات ومنتجات، واستخدامها، والتسويق لها على من يعرفون من مجتمعاتهم الصغيرة كذلك.
كلنا نؤمن بأن الإنسان كثيرٌ بإخوانه ومشاركتهم له باستخدام منتجاته، أو الشراء مما يقدم، أو تناوُل الطعام في المطعم الذي افتتح، أو السكن في الشقق الفندقية التي بنى.. ويعد ذلك نوعًا من أنواع الحركة الاقتصادية المفيدة والمؤثرة إيجابًا على السوق بشكل عام.
أيها التاجر المبتدئ، اقترب من مجتمعك البسيط، وصارحهم بحاجتك لدعمهم، سواء بالشراء أو المشورة. اسألهم عن وجهة نظرهم لما تقدم. استفد من آرائهم ومقترحاتهم وأذواقهم.. فهم جزء من المجتمع، وسيسعون إلى نقل مشروعك من المستوى العادي إلى المستوى المتقدم.
سيفرحون بانتشار ونجاح عملك، وسيشعرون بالفخر حينما يدركون أنهم كانوا جزءًا مهمًّا من استقرار وتميُّز مشروعك، وكذلك استمراره وبقاؤه في السوق.
أيها الأقارب والزملاء والأصدقاء.. كونوا عونًا لمن حولكم من أصحاب المشاريع الصغيرة أو الأسر المنتجة. امنحوهم الأفكار والتعليقات الصحيحة والمفيدة والمثمرة. ادعموهم بالشراء، وأخبروا من حولكم بمنتجاتهم، وكونوا سببًا -بعد الله- في تميُّز المشاريع الصغيرة.
احذروا من تحطيم الشباب وزراعة العقبات أمامهم، والتقليل من أفكارهم.. كونوا عونًا لهم، وأدوات بناء من أجل تحقيق طموحاتهم.
نجاح قريبك وصديقك أو جارك هو نجاح لك.