مكافحة الفساد.. شكرًا لكم

أكثر الحالمين لم يتصوَّر أن يأتي يوم ويُعلَن فيه القبض على مرتكبي المخالفات والتجاوزات المالية والوظيفية بالأسماء، ولكنها الحقيقة؛ فنحن في وقت لا مجال فيه للفساد والتعدي على حقوق الوطن والمواطن.. هذا العصر يقوده خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، اللذان ضربا بيد من حديد الفساد وأهله، حتى ارتعد الفاسد، وتنبه الغافل، وحذر الجميع. وبحكم أنني موظف حكومي (سابق) شاهدت بعيني وضعًا مختلفًا وحذرًا، لم يكن موجودًا في السابق (من رأس الهرم إلى أصغر موظف)؛ لأن الكل يحسب ألف حساب؛ حتى لا يقع في الخطأ الذي تكون نهايته مؤلمة؛ ولذلك تناقصت قضايا الفساد والمحسوبيات بشكل كبير. وفي الأثر "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن". ونحن هنا نستذكر كلمة سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، الذي قال: "لن ينجو أحد دخل في قضية فساد". وأصبحت هذه حقيقة واقعة، نراها رأي العين؛ لنسمع ونشاهد أسماء وشخصيات، كنا نظن أنها فوق القانون، ويتضح بعد ذلك أن لا أحد فوقه. ومن دخل في قضية فساد بالتأكيد لن ينجو.

هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) تقوم بدور مهم جدًّا، ومتابعة دقيقة للجهات الحكومية كافة بشكل يومي؛ للبحث عن ملفات الفساد والتجاوزات؛ حتى يرتدع مَن في قلبه مرض، ويتعظ البقية؛ لكي لا يصبحوا أحاديث لغيرهم.

عمل الهيئة مُنهِكٌ؛ ويحتاج لتدقيق وتأكد؛ حتى لا يتم رمي البعض بتُهم لا علاقة لهم بها؛ ولذلك نجد أن البت في بعض القضايا يتأخر بسبب توثيق القضية وأبعادها، والتأكد منها قبل الإعلان النهائي.

فتح باب التبليغ عن القضايا وملفات الفساد خطوة جميلة، كرَّستها الهيئة لدى موظفي الجهات الحكومية؛ إذ مَن لديه معلومة يريد التبليغ عنها يتم استقباله هاتفيًّا أو إلكترونيًّا، وأخذ ما لديه (مع السرية التامة للمُبلِّغ)، وحتى إن لم يمتلك الدليل يقوم بذكر الواقعة فقط، وبعدها تتولى الهيئة بقية الإجراء. متمنيًا تحفيز المُبلِّغ وإعطاءه خمسة أو عشرة في المئة من قيمة المبلغ المضبوط؛ حتى يتشجع الجميع، ويعطوا ما لديهم من خفايا ومعلومات.

شكرًا هيئة مكافحة الفساد.. ما قصَّرتم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org