خيريةُ السعودية للجميع

تم النشر في

اعتزت بإسلامها، وأيقنت برفعة دينها، وآمنت بأنه طريق الاستقلال والتمكين، والسبيل للعزة والمنعة والنجاة، وأن الوحي هو الطريق والمنهاج المهيمن على عقل وفكر المسلم، بل ميزت شخصيته فكرًا وسلوكًا.

أمام تهافُت الأقطاب الكبرى على خلق علاقات متينة مع السعودية، بدءًا من التنين الصيني، وانتهاء عند الدب القطبي، إلا أن العم سام -وهو الحليف الاستراتيجي للسعودية عسكريًّا واقتصاديًّا على مدى ثمانية عقود- لا تزال الدورات الانتخابية ومقاعد الرئاسة تنال من السعودية دون أسباب وجيهة، رغم استفادة الأمريكان بالدرجة الأولى اقتصاديًّا.

ولو رجعنا بالذاكرة قليلاً، ومن خلال عام 1985 في مؤتمر صحفي للرئيس السوفييتي السابق "ميخائيل جورباتشوف"، عندما سأله أحد الصحفيين: هل شعرت بالندم عند انهيار الاتحاد السوفييتي؟! فقال مقولته المشهورة: "أنا لم أفعل شيئًا سوى أنني رفعت الغطاء عن قِدر يغلي"!!

الأمريكيون نجحوا في الستينيات حتى الثمانينيات -أي خلال الحرب الباردة- في تفكيك الاتحاد السوفييتي (خطر العدو الشيوعي) دون أن يطلقوا طلقة واحدة.

وفي نظرهم خلال أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين عليهم أن يلتفتوا ويتحولوا إلى الخطر الأعظم في نظرهم، وهو: الخطر الإسلامي، وتحديدًا (الهوية الإسلامية).

هذا الالتفات من الإدارات الأمريكية، وذاك التحول والاستدارة، محسوس وملموس من قِبل الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسهم الحليف الاستراتيجي الأول لهم (السعودية) خلال هذه العقود الثلاثة الأخيرة.

لكن العم سام أبى إلا أن يستمر في سياسة العصا والجزرة، وتجزئة المُجزَّأ، وتفتيت المُفتَّت، والتعامي عن الأحداث، والتغاضي عن الحرائق، وكأنه بمنأى عن كل ذلك التغافل، ولا يعلم أن دائرة السوء واللعنات ستطولهم، وقد يفقدوا ما فقده (جورباتشوف).

العرب والمسلمون مهما حاول أعداؤهم سلب هويتهم الإسلامية لم ولن يستطيعوا، رغم ما حدث ويحدث من ضعف وهوان.

أمام هذا التراخي والسكون هناك عزم وجزم وحزم على مواجهة كل الأخطار؛ فسمو ولي العهد (محمد بن سلمان) يسعى إلى تقديم نموذج إسلامي أصيل، بعيدًا عن الوصاية والإملاءات، من خلال جوانب القوة والإبداع التي يملكها، فإرادته زرع الإنسان السعودي المسلم لمئة عام قادمة!!

لم نبحث في فك الارتباط عن الأمريكان، لكن العم سام يغبر على قرونه، وفي كل مصيبة تلحقنا هناك فرصة تُستغل، وفي اللغة الصينية تتكون كلمة (كارثة) من حرفين: الأول يمثل الخطر، والآخر يمثل الفرصة. فالسعودية اليوم تنظر لأمريكا كما هي اليوم، لا كما كانت بالأمس!!

زمن الإخضاع قد ولَّى بدون رجعة، ولا يمكن أن نجد صديقًا بدون عيوب، ونرحب بكل الأصدقاء النزيهين، وسوف نعزز صورة كل من يشاركنا في نهضتنا، وتحقيق رؤيتنا 2030م.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org