"تطوعْ بخبرتك".. نحو مجتمع حيوي!

لا شك أن العمل التطوعي كان -ولا يزال- في مقدمة الأولويات في المملكة، سواء من ناحية ما يتم ترسيته من سياسات وما يُطلق من مبادرات بشكل مستمر من قِبَل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أو من ناحية تفاعل أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وأعمارهم، بجانب وعيهم بأهمية العمل التطوعي وحرصهم على المشاركة فيه وخدمة مجتمعهم. والدليل هو النسخة الثالثة من المبادرة الفريدة "تطوع بخبرتك" التي أطلقتها الوزارة، وهي مبادرة تُجسّد بشكل حقيقي وعملي، حيوية مجتمعنا السعودي وتؤكد الحرص على تعزيز الشراكة بين أفراده.

بجهد ودأب مستمر، تحرص وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على نشر ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع السعودي، وتحرص كذلك على أن يكون ذلك التطوع احترافيًّا، بحيث يتطوع كل شخص في المجال الذي يتقنه ويُجيده، وقد تبدّى ذلك بشكل لافت في مشاركة عدد كبير من أصحاب المعالي والسعادة من الوزراء، والخبراء والمختصين في مبادرة "تطوع بخبرتك"؛ إذ جلسوا في أروقة مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض، ضمن فعاليات ملتقى "بيبان 23" لرواد الأعمال، لتقديم الاستشارات والخبرات والإجابة على الأسئلة التي تشغل شباب وشابات هذا الوطن، ممن يبحثون عن تطوير مهاراتهم والاستفادة من خبرات من سبقوهم، آملين في معرفة الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكوه، وباحثين عن المساعدة للتغلب على التحديات التي تواجههم، في المجالات المختلفة نحو ريادة الأعمال.

تكمن أهمية مبادرة "تطوع بخبرتك" في أنها تمثل حلقة الوصل بين الأجيال في المملكة، كما أنها تحمل أهمية خاصة في التأكيد على ضرورة الاستفادة من الخبرات والطاقات الوطنية الهائلة؛ بما ينعكس على نهضة المجتمع وتطوره في مختلف المجالات، وبما يساهم أيضًا في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بالوصول إلى مليون متطوع في عام 2030، وقد أظهرت مؤشرات العمل التطوعي لعام 2022م تحقيق الوزارة إنجازات فاقت مستهدفاتها التي وضعتها لذات العام، ضمن جهودها في دعم مسيرة العمل التطوعي والسعي إلى تحقيق أهدافه في رؤية المملكة 2030، والعمل على الوصول إلى مليون متطوع؛ إذ بلغ عدد المتطوعين خلال العام الماضي 658.036 متطوعًا ومتطوعة بلا تكرار، فيما بلغ عدد المتطوعين بالتكرار 5.413.821 في عام 2022م.

"تطوع بخبرتك" تساعد حقًّا على الوصول إلى هذا الهدف الأسمى، خاصة وأن رؤية المملكة سعت إلى تطوير العمل التطوعي بالبحث عن أفضل الأفكار والوسائل لتفعيله في حياة كل إنسان، واتباع طرق ووسائل احترافية؛ وهو ما يتحقق من خلال هذه المبادرة اللافتة، التي تعزز من حيوية المجتمع، وتعمل على توظيف الخبرات التطوعية في أماكنها الصحيحة، وتستهدف تمكين المتطوعين الخبراء وتنظيم جهودهم، وبالتالي ستساعد كثيرين على الاستفادة من الخبراء والمختصين.

كمواطنة فإنها تسعدني جدًّا مبادرة "تطوع بخبرتك" وأَعتبرها فرصةً ثمينة لكل من شارك فيها، وأدعو من لم يحالفه الحظ بالمشاركة في نسخها الثلاث، إلى أن يحرص على المشاركة في النسخة المقبلة، التي ستكون بالتأكيد أضخم من النسخة الحالية، خاصة وأن وزارة الموارد البشرية تبدو حريصة في كل نسخة على أن تفوق سابقتها من حيث حجم المشاركين والمستفيدين. مجتمعنا بمختلف فئاته من طلاب ورواد أعمال وموظفين يحتاجون إلى التواصل مع أصحاب الخبرة والمعرفة المتراكمة، فالمبادرة توفر لهم التعرف على المهارات الحياتية للقادة والخبراء والمختصين، حتى يستفيدوا منها في حياتهم العملية، ويحققوا الإنجازات. فالأجيال تكمّل بعضها، وهو ما تدركه الوزارة والقائمون على هذه المبادرة.

نعم وطننا قادر وبكم تكتمل الرؤية.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org