التواصل الاجتماعي وتصفية الحسابات!!

تم النشر في

عندما تفتح صفحة تويتر مثلاً تأسف لما تشاهده من تغريدات خارجة عن الأدب؛ فقد أصبح تويتر لتصفية الحسابات بين أبناء وطن واحد، يتخذ من الشريعة الإسلامية منهاجًا وطريقًا. لقد علَّمنا ديننا أن المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يحقره.. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره. التقوى ها هنا -ويشير إلى صدره الشريف ثلاث مرات– بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم.

لقد لفت انتباهي هذه الأيام أن الوسط الرياضي، خاصة الإعلاميين، كوَّنوا مجموعات ضد مجموعات أخرى، ويحاول كل منهم الانتصار لنفسه بغض النظر عما يغرد به من أكاذيب وافتراء على الجانب الآخر، وكل همه الانتصار اللحظي حتى يصفق له متابعوه! ولا يعلم أن كلمة كتبها قد تهوي به في نار جهنم سبعين خريفًا. لقد دأب الكثيرون على انتقاء أقذع العبارات، وأسوأ السبل والوسائل، بل إن البعض أصبح ينبش في ماضي الآخر؛ ليجد له مدخلاً لانتصاره، حتى يكتب متابعوه ومشجعوه عبارات مثل: "لقد أسكتَّه، وانتصرتَ عليه".. وغير ذلك من العبارات التي تُدخل الحماس إلى المغرد.. بل إن بعض المتابعين يتدخل لا لحل الموضوع بين المختلفين، ولكن ليؤجج الموقف، ويزيد النار اشتعالاً. والمشكلة أن الغالبية من هؤلاء ليسوا في سن تجعلنا نقبل منهم مثل هذه التجاوزات، ولكن ممن تقدم بهم السن، وبدلاً من أن يبحثوا عن أعمال تُقرِّبهم إلى الله ذهبت حسناتهم التي اكتسبوها من طاعة الله لمن أخطؤوا في حقهم، وهذا هو المفلس؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتدرون مَنْ المفلس؟". قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "المفلس مِن أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناتُه قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار".

إننا أمام مشكلة، قد نراها صغيرة الآن، لكن النار الكبيرة تبدأ من مستصغر الشرر، وقد تخرج عن السيطرة بعد أن تخرج من نطاق تويتر إلى الشارع. وقد لاحظنا كثرة الاختلافات في الأسواق وفي المتنزهات وعند الإشارات المرورية، وعند خروج الجماهير من الملاعب الرياضية.. وغير ذلك. وهنا لا بد من تدخُّل الجهات الحكومية ذات العلاقة، سواء كانت أمنية أو عدلية أو إعلامية، والضرب بيد من حديد؛ حتى يرتدع المخطئ، ويحذر منها المتابع والقارئ؛ فلا ينجرف إلى هذا الطريق الضال الذي تحاربه شريعتنا السمحة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org