"الخاتم".. الحدث الأبرز!

"لا تحقرن من المعروف شيئًا"، وصية نبوية قليلة الحروف، عميقة المعنى، متعددة الدلالات، وهي وصفة تفتح أبواب الخير على مصراعيها للجميع دون استثناء!

أما المكان فتبوك، وتحديدًا أحد المجمعات التجارية. وأما المناسبة فحملة تبرع رمضانية للجنة تراحم التي أطلقتها لصالح أُسر السجناء والمفرج عنهم! وأما بطلة قصتنا هذه فهي سيدة مسنة، صادفت عند مرورها بالمجمع التجاري تدشين تلك الحملة الخيرية. ولأن المال وقلة الحيلة ربما لم يسعفاها في الموقف انطلق من بين ضلوعها الطاهرة ما هو أغلى من المال، وهو الحس الفطري بمعاناة الآخرين؛ وهو ما جعلها تتضامن مع هذه الحملة بسجيتها وبساطتها، وبجود كبار السن الفطري؛ إذ قامت بنزع خاتمها الوحيد الذي تملكه، وقدَّمته لصالح هذا المشروع الخيري الذي لا يستقبل التبرعات العينية، ولكن تحت إلحاحها الشديد على المنظِّمين لقبول تبرعها هذا؛ لأنه قدرتها واستطاعتها، استلموه منها تقديرًا لها ولموقفها النبيل!

نعم، انتهت القصة بالنسبة لهذه المسنة التي قدَّمت ما تملكه، ورحلت ترتجي ما عند الله، إلا أنها لم تنتهِ عند هذا الحد بالنسبة للجنة تراحم تبوك؛ فمن منطلق استثمار الخير بالخير، وبعد أن تقدم أحد رجال الأعمال بمبادرة لشراء خاتم المسنة بمبلغ ٥ آلاف ريال، رأت اللجنة طرح الخاتم للمزاد العلني بحضور عدد من رجال الأعمال؛ وذلك لما يحمله من قيمة دالة على عمل يعد بالأجر العظيم؛ كونه يحمل في طياته جملة من النوايا الصادقة؛ فتوالت عليه العروض؛ لتصل قيمته حتى الآن إلى أكثر من ٢٢ ألف ريال.

أجزم بأن عمل هذه السيدة سيخلد في ذاكرة وسجلات اللجنة الوطنية لرعاية أُسر السجناء والمفرج عنهم، التي فتحت بالقليل بابًا للكثير.

العبرة والدرس العميق والمستفاد في الإيثار على النفس الذي قدمته لنا هذه السيدة العظيمة، التي فتحت لغيرها أبواب الخير ومضت، أن عمل الخير مهما قلَّ، ولو بشق تمرة، له أثره، ويصل أجره!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org