"العاصوف" والالتزام الحقيقي..!

شاهد الكثير الحلقات الأولى من الجزء الثالث من مسلسل "العاصوف"، الذي يصف مرحلة تاريخية عايشها المجتمع السعودي، وكان لها سلبيات ونتائج سيئة، أدت إلى قتل أبرياء، وتشريد أُسر، وضياع أموال. وكان المتسبب في نشأة تلك المرحلة حسن نية من المجتمع، وأيدٍ خبيثة من الخارج، تغلغلت داخل الوطن، قام أصحابها بنشر أفكار سيئة وأعمال شيطانية بين الناس.

الشخصيات التي تظهر في مسلسل العاصوف لا تمثل الدين السوي والالتزام الحقيقي وفق منهج محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل هي شخصيات تظهر وتمثل صورتين من شرائح المجتمع ذلك الوقت، الشريحة الأولى يطلق عليها dominant: الفئة المسيطرة، والشريحة الثانية submissive: الفئة الخاضعة.

الأولى كانت تعمل بوعي وبتخطيط وقصد في كل تصرف تقوم به. والفئة الثانية كانت تابعة، ولا تدرك ما يحصل، ويسوقها لكل ما تفعل السذاجة والحماس والعاطفة.

أخشى أن يعتقد بعض أبناء الجيل الحالي أن شخصيات العاصوف تمثل الدين الإسلامي. وهذا ما يجب أن نحذر منه، وننبه الأطفال والشباب. يجب أن نخبرهم بأن صاحب الثوب القصير واللحية الطويلة في عصرنا الحالي هو متبع للسنة، وهو يفعل ما أمرنا الدين الإسلامي به، ولا نشبهه بشخصيات العاصوف. علينا جميعًا أن نعزز قيمة الالتزام الديني في شخصيات الأبناء، وأن صاحب الصف الأول في المسجد، ومَن يحمل القرآن، ومَن يذكر الله، هو الأفضل والأميز والأحسن والأقرب إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

يجب أن يعلم الأبناء أن الفخر والعزة والكرامة في تطبيق تعاليم الدين الإسلامي، وأن تعلُّم الدين واكتساب مفاهيمه الصحيحة يجب أن يكونا من مصادره النقية التي يمثلها هيئة كبار العلماء والدعاة الذين تشرف عليهم وزارة الشؤون الإسلامية.

يجب أن يدرك الأبناء أن شخصيات العاصوف لا تعكس واقع الملتزم الحقيقي، بل هي تظهر شخصيات خالفت المنهج الإسلامي، وقامت الدولة -أيدها الله- بمحاسبة ومعاقبة كل من حاول أن يشوه صورة الدين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org