كم مرة قمت بلوم نفسك بعد سماعك بنجاح مشروع كانت فكرته بسيطة فتمنيت أن تكون أنت صاحب الفكرة؟
أنا متأكد من أن معظمنا لا يحصي العدد الذي لام فيه نفسه، وإن مدّ الله في أعمارنا سنسمع بمئات الأفكار الجميلة والبسيطة التي ستطبق أمامنا، وسنلوم أنفسنا على عدم تفكيرنا بها بعد تطبيقها، وهذي هي سنة الحياة. لذلك لكي تشارك الناجحين في نجاحاتهم البسيطة ولكي تكون صاحب فكرة جميلة يجب عليك أن تطبق ما أطلق عليها بالقاعدة السينية للتخطيط والتنفيذ.
قبل أن أبدأ بكتابة ما يدور في عقلي سأصْدُقكم بأنني أجد صعوبة في تطبيق هذه القاعدة، وخصوصًا في مرحلة التنفيذ، والسبب يعود إلى تكاسلي وقت تنفيذ الأفكار، وهذا خلل كبير يحول بيني وبين النجاح، ولا أخجل من ذكر هذا العيب لكم، وقبل أن تصدِّقوا أو تشككوا بما سأكتب عليكم أن تنصفوني بالتأمل في هذه القاعدة، وإثبات عدم صحتها بالعقل والمنطق.
كما أسلفت، هذه القاعدة لها مرحلتان؛ الأولى: تخطيط، والثانية: تنفيذ، وسوف أبدأ معكم في مرحلة التخطيط، والتي يجب أن تكون ركائزها في عقلك تدور حول كلمتين تبدآن بحرف السين وهما "السعادة" و"السهولة".
فالسعادة بالمختصر محصلة لكل نجاح، والفكرة التي تقوم فيها بإسعاد الناس دائمًا تكون ناجحة ومرغوبة، وفي أسوأ الحالات إن لم تستطع إسعاد الناس، فتجنّب أن تكون فكرتك مصدر بؤس لهم.
وأما مصطلح "السهولة" فيجب أن يكون شمولياً؛ فالفكرة الناجحة يجب أن يكون استخدامها سهلًا والوصول لها سهلًا إلخ... ولن نجد فكرة ناجحة ورائجة في عالمنا يكون تطبيقها معقدًا أو الوصول لها صعبًا.
أما في مرحلة تنفيذ الفكرة الناجحة فيجب أن تكون أركانها قائمة على "السعي" و"السرية"، وهذه هي القاعدة الثانية، ولتوضيح المقصود بالسعي هنا هو سعي الإصلاح لا سعي الإفساد، مثال كالسعي لقضاء حوائج الناس أو كالسعي لعمل الخيرات والمباحات وقال تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله}.
وأما السرية فهي الصندوق الذي تحفظ فيه أفكارك الثمينة، ومن تثق بهم هم مفاتيح لذلك الصندوق، فكلما زاد عدد من تثق بهم زادت أعداد مفاتيح الصندوق، لذلك لا تصنع بصراحتك ثغرات كثيرة تحول دون نجاح أفكارك، ولا أعني بذلك أن يتخلى الشخص عن استشارات أهل الاختصاص ممن يثق بهم؛ فلكل صندوق مفتاح.
القاعدة السينية هي أربع كلمات تبدأ بحرف السين؛ منها اثنتان للتخطيط وهما "السعادة والسهولة"، واثنتان للتنفيذ وهما "السعي والسرية".. أربع كلمات أجزم بأنها مفتاح لنجاح أي فكرة بعد توفيق الله، ومن هنا أختم قولي لكل من يقرأ هذا المقال، وأقول خطط لإسعاد مجتمعك بطريقة سهلة واسعَ بسرية لتنفيذ هذا النجاح.