انتبه.. عيون المتربصين بك لها ألف منظار وعدسة، وألف زاوية تصوير، ترى من خلالها كل ما تتمنى وتحلم أن تراه فيك من مشاهد خزي وعار، تترجم شعور الحقد وموجات الحسد الذي لطالما شعروا به تجاهك، متناسين أن المشهد واحد، وليس له سوى زاوية واحدة؛ ومن هنا عليك أن تفرق بين من يراك بعيون "الواقع"، ومَن يراك بعيون منحرفة ومتنمرة؛ ليس لسبب سوى أنه يستكثر عليك نِعَم الله الكثيرة، ويريدك أن تغوص في بحر من الفتن والاضطرابات.
قفز هذا المعنى إلى ذهني عندما قرأت تغريدة ديانا مقلد، الصحافية اللبنانية المتطفلة، وهي تعلق على خبر قيام وزارة الداخلية بتنفيذ أحكام القضاء في حق 81 إرهابيًّا، ممن اعتنقوا الفكر الضال، وقاموا بعمليات إرهابية في أنحاء الوطن.
لعلي هنا أستغرب كيف يبعث الخبر فينا نحن أبناء السعودية شعور الأمن والأمان بأن السعودية ترفض الإرهاب وتحاربه، وتقتص من مرتكبيه، ولو بعد حين، بينما تراه "بنت مقلد" عملاً دمويًّا، أوجد صدمة واسعة في العالم؟.. ألهذه الدرجة للعدل والحق عند ديانا أكثر من وجه؟
لست هنا للرد على الصحافية اللبنانية، وعلى تغريدتها المسمومة والمستفزة لكل مواطن سعودي، يرفض التدخل من شؤون بلاده؛ فقد سبقني في الرد الكثيرون من الزملاء الكُتّاب، والمواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ما أعنيه هنا توجيه سؤال للزميلة غير العزيزة، التي سبق أن عملت في السعودية، وتعايشت مع المجتمع السعودي عن قرب، كيف تتنكر للجميل؟ وكيف تتجاهل الجهد المبذول من حكومات السعودية المتعاقبة لمواجهة الإرهاب والتغلب عليه، بعدما انتشر بشكل مقلق في ربوع الوطن، واكتوى بناره المواطن والمقيم على حد سواء؟ ولماذا ربطت بين إعدام هؤلاء الإرهابيين ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي؟ الإجابة واضحة وجلية، هي أن حقد ديانا وغيرها على السعودية هو الباعث الأول وراء تغريدتها الملغمة بشتى أنواع الغل على استقرار السعودية وشعبها، بعكس ما تشهده بلادها من زعزعة سياسية، وانفلات أمني.
خبث هؤلاء بلغ ذروته عندما ادعوا أن إعدام هؤلاء الإرهابيين آلمهم، وتمنيت أن أعرف رأيهم لو أن السلطات أفرجت عن هؤلاء الإرهابيين، ومنحتهم الأمن والأمان والمنازل والسيارات الفارهة، هل سيقولون إن السعودية تعطف على شعبها؟ أم سيقولون إن السعودية تؤيد الإرهابيين وتدعمهم؟
ليس عندي شك في أن ذاكرة ديانا وغيرها قد أصابها الوهن والضعف، وتراكم عليها غبار الزمن، ولم تعد قادرة على استرجاع الذكريات المؤلمة للإرهاب في السعودية، وسيطرة الفكر الضال على بعض الشباب الذين أوغلوا في ظلم المجتمع وأفراده. هي بالتأكيد تناست واقعة مقتل امرأة مسنة بالسكاكين والسواطير على أيدي ابنَيْها الداعشيَّيْن اللذين أصابا أباهما وشقيقهما بإصابات بالغة في واقعة هزت وجدان السعوديين والعالم، كما تناست غدر شاب اعتنق الفكر الضال بخاله وأمه دون أن يهتز له جفن. وأمثلة الإرهاب كثيرة، لم تتذكرها ديانا، إما تحت سطوة الجهل، أو تحت سطوة الحقد.. شفاها الله.