ترقية الهلال من "كتيبة" إلى "فوج"!!

لم نعد نصف نادي الهلال بالكتيبة الزرقاء؛ فهو يستحق الترقية إلى "فوج".. إنه الفوج الأزرق والأقوى في الأندية السعودية.

مساء البارحة كان الترقية بعد أن حقق بطولة "دوري المحترفين" بكل جدارة واستحقاق، وأخذ تأشيرة الدخول في عالم الأفواج -ولا غرابة- فالأمواج الزرقاء اعتلت جميع سواحل الأندية؛ فكانت بحق البيرق الأزرق الذي لم ينتكس في دوري المحترفين، مسجلاً "هاترك" منذ 2020 حتى 2022م.

هكذا الأبطال.. إنهم بحق عملة نادرة في صيرفة الرياضة السعودية والعالمية.

يا فخامة لونهم، ويا هدير أمواجهم، ويا ارتعاشات خصومهم.

إنه اللون الأزرق، لون حياتهم الداخلية؛ فهو اللون الوحيد الذي يحافظ على طابعه الخاص بكل نغماته، كما قال الفيلسوف "راؤول دوفي".

يحلم الكثير بالقبض على قاتل مشاعر الجماهير إلا أنهم يُفاجَؤون بتحويل خصومهم إلى جماهير تهتف بلونهم:

قال الشاعر:

"حي الذي حول خصومه لجمهور** حي الزعيم وحي من هو يقوده"!!

يؤرق الخصوم البطل الهلالي؛ فكلما ازداد عدد مَن صرعهم ازداد عدد جماهيره، وهذا "الزود" لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء عن قناعة وإعجاب، قاداهم إلى التحول في مشاعرهم وتلونها باللون الأزرق.

ما يجعل الهلال بطلاً -غالبًا- ليس أنه يمتلك القوة، ولكن لديه الحكمة والنضج لاستخدام القوة بحكمة.

وما الذي يتطلبه الأمر لتصبح بطلاً؟!

إنها الرغبة والتفاني والتصميم والتركيز.. فكل أسبوع من دوري المحترفين يجب عليك أن تلعب بشكل جيد؛ لتكون البطل!!

إذا تاهت مشاعرك لا ترتبك ولا تتردد؛ فالبوصلة تقودك إلى الفوج الأزرق، الذي يحول خضرة الملعب إلى موج أزرق، وكأن السماء الزرقاء قد اختفى لونها.

البطل لا يستسلم أبدًا؛ فهو يخوض المعارك في أكثر من ساحة، ومنافسوه عندما يتقدمون في غيابه لا يلبث هذا التقدم أن يتلاشى حينما تشع في ساحتهم الألوان الزرقاء.

فهل تعرف ما هو البطل؟!

البطل هو النادي الذي يكون مستعدًّا عندما يرن جرس البطولة!!

يحتاج البطل إلى حافز يفوق الفوز، ويستمر الأبطال في اللعب؛ حتى يحصلوا على البطولة بالشكل الصحيح، ولهم الرغبة شعوريًّا بعدم الراحة.. وكل قصص البطولات في التاريخ الرياضي تقوم على تفصيلة درامية واحدة، هي أن البطل لم يستسلم أبدًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org