** نجحت المتابعة الأمنية والتعاون الدولي والرفض المجتمعي في القضاء على التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الماضية، أو على الأقل تحييد خطرها، وحماية المجتمعات من شرورها.
**وكما تشير بعض الدراسات المتخصصة في متابعة الجماعات والتنظيمات الإرهابية فإنها صناعة، سواء أكانت بظهور تنظيمات جديدة، أو إعادة تشكيل تنظيمات محاربة ومكشوفة. فمع اضطراب الأمن أو انعدامه تحاول هذه الجماعات استغلال الظرف للظهور، واستقطاب ما يمكن لها التأثير عليه من خلال تبني خطابات عاطفية، تحاول من خلالها تقوية صفوفها وانتشارها مرة أخرى.
** ويرى كثير من المراقبين أن محاولة استغلال هذه الجماعات للأزمات التي يختل معها الأمن يتوافق مع طبيعة تكوينها؛ فهي في الأساس قائمة على مفاهيم أحادية متشددة رافضة للسياق المجتمعي، أو الطبيعة الإنسانية القائمة على الاعتدال وقبول الآخر والتعايش معه. ومع سهولة استخدام وسائط التواصل وتنوُّعها وانتشارها أصبح بمقدور هذه الجماعات تحريك وتجنيد واستقطاب العناصر المتوافقة معها من أي مكان في العالم، والعودة للظهور من جديد لإرهاب المجتمعات، وتنفيذ أعمالها التخريبية.
** وفي أحداث الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها العالمية فإن تنظيمَي داعش والقاعدة، وربما غيرهما من التنظيمات، بدأت العودة إلى المشهد، وهذا يفسر ظلامية هذه التنظيمات الدموية التي لا تقيم وزنًا للأرواح أو الممتلكات؛ فهي تبرز وتتشكل وتقوى في مثل هذا الظرف في ظل التركيز العالمي على الأزمة الروسية الأوكرانية، وأيضًا إشارة إلى أن هذه التنظيمات هي صناعة موجهة، تدعمها أطراف مستفيدة منها لتحقيق أهداف وأجندة معينة، أو اتخاذها ذريعة للوصول إلى أهداف مرسومة.
وهنا تبرز أهمية التعاون الدولي والمجتمعي إلى جانب اليقظة الأمنية للتصدي لهذه الجماعات، وقطع الطريق عليها دون الإضرار بالأمن والمجتمعات.