عبر التاريخ ظلت الحرب ظاهرة بشرية ثابتة اجتماعيًّا، تجعل الحرب جزءًا من الطبيعة البشرية الشريرة؛ فالغرائز العدوانية، وغرائز البقاء والتخريب والموت لدى البشر، شيء لا مفر منه.
إذا كان هذا الإنسان يرى في التاريخ فرصة لتعلُّم الدروس من تجاربه الدامية فإنه لم يتعلم من الحروب سوى كيفية شن حرب أخرى. ومثل هؤلاء ندرجهم من ضمن أولئك الذين لم يقرؤوا التاريخ، وإن قرؤوه فإنهم لا محالة سوف ينسون أهوال الماضي، ويكررون الخطأ نفسه.
لحرب الإنسان على الإنسان أسباب كثيرة، منها: من أجل البقاء، وبعضها طائفية، وأخرى سياسية واقتصادية.
في العصر الحاضر تجاوزت التكنولوجيا تفاعلنا البشري، وقدَّمت للأشرار من البشر حروبًا بيولوجية، تستهدف بالدرجة الأولى قتل الإنسان، ليس لها علاقة بالحدود الجغرافية، وإنما بإيقاف تكاثر الجنس البشري، الذي له من السلبيات الاقتصادية - كما يرونه- الشيء الكثير. قال الفيلسوف الفيزيائي آينشتاين: "بات واضحًا، وبشكل مرعب، أن تطور التكنولوجيا قد فاق تطور إنسانيتنا".
في بداية القرن الواحد والعشرين عاش العالم على سيل من الأمراض الفتاكة. وما تشهده البشرية -جمعاء - اليوم هو البداية لحروب جرثومية متواترة، صُناعها ومخرجوها مجهولون، جعلوها عالمية، ولو تتبعنا آثارها في أوطانهم وشعوبهم فهي الأقوى؛ لأنهم يريدونها كذلك؛ فمن صالحهم القضاء على أكبر عدد من البشر غير المنتج، وتحرير اقتصادياتهم المهددة بالإفلاس. وفي المقابل هناك الكثير من البلدان لم تكن الوفيات بحجم ما حدث عندهم من وفيات، وهذا يمثل ذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي.
هم يريدون تحسين اقتصادهم بالتخلص من غير المنتجين، لكنهم لا يريدون ذلك لغيرهم؛ لأنهم يريدون تخريب اقتصادات في العالم بتضخم غير المنتجين لديهم. وبهذه الصورة هم يصححون مسار اقتصادهم، وفي الوقت نفسه يحاربون أعداءهم بالتضخم والتعطيل.. وتلك من طبيعة المخربين.
في الإسلام خلق الله الإنسان؛ ليكون خليفته في الأرض. وفي الحضارة الغربية ليس للإنسان غير المنتج قيمة؛ فالقدرة على التمييز بين الخير والشر تكمن في عقل هذا الإنسان، لا في المجتمع، وهذا ما يؤكد وجود مافيا عالمية لإبادة البشر، وفرملة تزايد عدد سكان العالم، ما عدا أعداءهم!!