سفاهة الأب..!!

يتابع سفهاء المجتمعات، ولا يوجد في منزله مكتبة، ويشاهد كل مقاطع (الواتس آب) المرسلة في جميع المجموعات التي يشترك فيها. يتضايق من الثقافة والمثقفين.. لا يحضر محاضرات ولا ندوات ولا دورات ولا مؤتمرات.. نسبة إنجازه في عمله منخفضة.. ثم يستغرب تدني مستوى أبنائه الدراسي وانحراف سلوكياتهم.

يشتكي من تمرُّد زوجته، وعدم احترام أبنائه له، وزيادة مشاكله مع جيرانه ومَن حوله.

للأسف هذا حال بعض الآباء بعد دخولهم عالم التطبيقات والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

كان للأب هيبة على زوجته وأبنائه وبناته؛ يأمر فيطاع، يتحدث فيستمعون له، يطلب فيستجاب لطلباته.. تجتمع الأسرة على وجبة أو وجبتين يوميًّا.. يخرجون مع بعضهم نهاية الأسبوع، ويتناقشون في أمور دنياهم، ويضحكون ويفرحون برؤية بعضهم.

سقطت هيبة الأب؛ فأدى ذلك إلى تلاشي قيم الأسرة ومعنى الاحترام والانضباط. لم يصبح هناك مدير للأسرة، وأصبح الجميع بلا ولي أمر يقودهم نحو معالي الأمور.

يشاهد الأبناء سخافة الأب عند مشاركته في بث بعض التطبيقات، يلاحظون تصرفاته وتقلُّب مزاجه بسبب ضياع أصاب عقله وضرب نفسيته مما يشاهد ويتابع. نسي الأذكار والقراءة والاطلاع، وأصبح كل همه ماذا فعلت فلانة؟ وماذا حصل لفلان من سفهاء التواصل الاجتماعي؟

ضيَّع الأمانة، وتسبب دون قصد منه في تسيُّب أفراد الأسرة وضعف تحصيلهم الدراسي.. وزاد سهر الزوجة والبنات خارج المنزل في المقاهي والمطاعم بشكل مستمر ومخيف، وأصبح واضحًا للجميع الفجوة التربوية في ذلك المنزل.

آن الأوان أن يراجع كل منا نفسه، ويضبط سلوكياته وتصرفاته، ويبذل كل الجهد لإعادة أسرته للمسار الصحيح قبل أن يصبح التصحيح صعبًا، وتزيد مشاكل الأسرة، ويدخل بعض أفرادها في عالم الجريمة والضياع والعياذ بالله.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org