عادل الجبير وما بين سطور تعيينه مبعوثًا للمناخ

الأمر الملكي الذي صدر مؤخرًا بتعيين معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير مبعوثًا للمملكة لشؤون المناخ بالإضافة لعمله, إنما أتى ضمن سياق الملف المهم جدًا للغاية، وهو كيفية تعامل المملكة في السياسة الخارجية مع العالم المحيط بنا بكل عناصره ومنظماته, السياسة ليست فقط في ملفات الدبلوماسية بين الدول والسفارات ولقاءات المسؤولين, بل أيضًا تتعدى ذلك إلى ملفات أخرى مهمة جدًا أصبح العالم يركز عليها مؤخرًا, وملف المناخ مؤخرًا أصبح يشكل هاجسًا كبيرًا لكل دول العالم, خاصة لما له من أهمية تعود على البيئة والصحة وملفات التصحر والتلوث والتوازن البيئي.

نعلم جيدًا أن ملفات المناخ والبيئة أصبحت مهمة جدًا, وترتبط كليًا بالدول الصناعية, لما تخلفه عمليات الصناعة في هذه الدول من مخرجات تؤثر على البيئة وعلى المناخ بشكل عام, والمملكة وهي من أكبر الدول الصناعية في العالم وضمن مجموعة العشرين, لديها من العلاقات والاتفاقيات الدبلوماسية والاستثمارية في الخمس سنوات الأخيرة ما جعلها محط أنظار كافة المنظمات الدولية المعنية بشؤون المناخ والبيئة, ولا شك أن المملكة تمتلك أنظمة وتشريعات مهمة وفعالة في هذا المجال, وتهتم كثيرًا بالحفاظ على البيئة والمناخ, والرؤية 2030 أكدت على أهمية موضوع المناخ والمحافظة على البيئة والاحتباس الحراري.

لذلك ولأن الدولة السعودية وبفكر متطور وإبداعي أهم ما يميزه هو استقراء المستقبل وإدارة الأزمات قبل حدوثها بتوقعها, فإن وجود تشريعات رسمية حكومية وهيئات حكومية مهتمة ومعنية بشؤون البيئة والمناخ, وتراعي كافة الشروط اللازمة, القيادة رأت أن هذا لا يكفي بحد ذاته, بل نحن بحاجة إلى لغة سعودية تخاطب العالم وتوضح لهم أننا مهتمون ونراعي الشروط ونطبقها ونسعى إلى تحسينها وتطويرها, وبنفس الوقت القدرة على الرد على أية انتقادات أو اتهامات غير صحيحة, خاصة وأن غالبية مجموعات قوى الضغط العالمية من غير المسؤولين الحكوميين في دول العالم, يعملون من خلال هذه الملفات المناخ والبيئة والاحتباس الحراري, رؤساء دول سابقون, ورؤساء منظمات عالمية سابقون, رجال أعمال كبار, وهيئات دولية عالية المستوى.

من هنا أتى الأمر الملكي, بتكليف معالي عادل الجبير بالإضافة لعمله, بمهمة تمثيل المملكة كمبعوث للمناخ, أولاً ظهار كم تهتم المملكة بهذا الشأن من خلال أمر ملكي ومن ثم تكليف رجل بحجم عادل الجبير ومكانته الدبلوماسية العالمية, وأيضًا الاستعداد المسبق لأية أزمات قد تنتج عن الطفرة الصناعية الجديدة في المملكة وعلاقتها في المناخ والبيئة, وبنفس الوقت تمكين الدولة السعودية من خلال شخصية سياسية دبلوماسية عالمية من التواجد على أرض مجموعات قوى الضغط العالمية, والمساهمة في تحقيق مصلحة الدولة السعودية في ملفات أخرى كالأمن والتجارة والاستثمار والاقتصاد.

المملكة مقبلة على مرحلة مليئة بالتحديات الاقتصادية والاستثمارية, وقرار الحكومة السعودية الذي بين أن كل شركة عالمية تريد التعامل مع الاقتصاد السعودي يفضل بتواجد مقرها الرئيسي في المملكة, والمشاريع الكبرى كالبحر الأحمر والقدية والعلا...الخ, وأهمية منها ملفات المناخ والبيئة, وحاجتنا لبناء ملف إعلامي يوضح التزام المملكة بالمواثيق الخاصة بالمناخ والبيئة, واليوم وكما أسلفت لا يكفي أن تحقق الشروط والمعايير العالمية للمناخ والبيئة, بل أيضًا تحتاج لأن تفصح عن هذا الالتزام وتعبر عنه وتوضحه ومن خير من عادل الجبير ليقوم بمثل هذه المهمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org