عبارات أخذت تتكرر على مسامعنا، وخوفي من أن تتأصل في نفوس الأجيال الجديدة، وتعمل على تقسيم الوطن؛ فنرى من يقول "نجد حقنا، والقصيم حقنا، والشمال حقنا، والشرقية حقنا، والجنوب حقنا".. فنحن نعلم أنه منذ توحيد الجزيرة العربية على يد الموحد جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- تم توحيد الاسم ليكون "المملكة العربية السعودية"، وأصبح هذا الكيان حقنا جميعًا، وابتعد الناس عن تقسيم المواقع حسب الزي أو اللهجة، لكن ما يحدث اليوم من نزعة خارجة عما ألفناه يدل على أن هناك أهدافًا يسعى إليها البعض، لا نعلم مصدرها، وهل هي أفكار داخلية أم خارجية.
فاليوم انطلقت أصوات تنادي بـ"مكة حقنا"، ثم تطورت وأصبحت "الحجاز حقنا"، ولا نعلم هل هناك أصوات جديدة سترتفع في المستقبل لتتبع النهج نفسه. نحن لا يهمنا إذا كان مصدر هذا العبث داخليًّا، لكن الخوف أن يكون للخارج يد فيه؛ فبعد أن حاولوا تفكيك الوطن من الخارج ولم يستطيعوا أرادوها من الداخل بتفكيك الوطن بعبارة (حقنا)، هذا المصطلح الدخيل على مجتمعنا المتماسك جغرافيًّا وتاريخيًّا ودينيًّا.
لقد ظهرت خلفية لفعالية من الفعاليات الجديدة في إحدى المدن، وكانت الخلفية تحمل عبارة (الحجاز حقنا)، وبجانبها رسمة لشخص يرتدي زيًّا دخيلاً علينا. والسكوت على مثل هذه الفعاليات التي تشرف عليها جهات حكومية يجعل الكثيرين يعتقدون صحتها. لقد شاهدنا في تلك الفعاليات أشياء خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا، وظهرت أزياء وأشكال ليست من مجتمعنا؛ فلقد رأينا فقرات راقصة لمن يرتدي ثيابًا لُطخت بالبقع الحمراء التي تشبه الدماء، وغيرها من الأشكال التي لا تمتُّ لمجتمعنا بصلة. ولا أعلم مَن يشرف وينظم تلك الفعاليات؛ فهو المسؤول الأول عن ذلك؛ ويجب التحقيق معه ومحاسبته.
كلنا أمل بأن تقوم الجهات ذات العلاقة بإيقاف مثل هذه الفعاليات والعبارات، ومحاسبة مَن ابتدعها، ومَن روّج لها؛ فأمن الوطن خط أحمر لمن يريد العبث به، وجميعنا نحمل اسمًا واحدًا (سعوديون، دستورنا شرع الله). حفظ الله وطننا وقادتنا وأبناء وبنات الوطن من شر كل ذي شر.