لا تبحلقوا بالقرود.. "طيب وبعدين"؟

تم النشر في

* سارَعَ المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لنفي علاقة قرود البابون بمرض جدري القرود، الذي تفشى مؤخرًا في عدد من الدول، وكأن المركز بذلك ينفي عن نفسه أي تهمة قصور قد تلحق به، خاصة مع التزايد المطرد لقرود البابون في عدد من المناطق، التي كان المركز، وتجاوبًا مع الكثير من البلاغات والنداءات والمقاطع، قد أطلق مطلع العام الميلادي الحالي برنامجًا "لتقييم أضرارها وأسباب تزايدها"، وهو البرنامج الذي تفاءل به كثيرًا أهالي المناطق المتضررة رغبة في إغلاق ذلك الملف المزعج بالنسبة لهم، الذي تفاقم في الآونة الأخيرة بشكل كبير مخلفًا أضرارًا بيئية وصحية واجتماعية واقتصادية، بل وصلت للاعتداءات الجسدية، وترويع الأطفال والأهالي، هذا بخلاف إتلاف المحاصيل الزراعية.. وكل ذلك باعتراف المركز نفسه.

* نفي المركز علاقة جدري القرود بقرود البابون رغم أنه علميًّا صحيح إلا أنه أتى من قبيل "كاد المريب أن يقول خذوني"؛ إذ جاء ليذكر المطالبين بإيجاد الحلول العاجلة لمشاكل تزايُد قرود البابون، ومعرفة آخر ما توصلت له جولات المسح الميداني التي أعلنها؛ إذ لم يظهر بعد ذلك إلا أحاديث إعلامية نهاية شهر إبريل الماضي، أي بعد 4 أشهر من بدء الحملة، وقد كانت بالنسبة لهم مخيبة للآمال، ولعل أبرزها ما جاء على لسان رئيسة الفريق العلمي للبرنامج الدكتورة باولا بيسورث، التي حذرت الأهالي من عدم إطعام القرود، وهذا بديهي ومستهلك، والكل يعرفه، لكن الجديد والطريف حين نصحتهم بعدم النظر لهذه القرود أو التحديق بها؛ لأن ذلك قد يؤدي لقيامها بالاعتداء عليهم!!!

* بعد ذلك لم نقرأ أو نسمع شيئًا عن نتائج المركز المنتظرة ولا حلوله المقترحة، ولم نلحظ أي انخفاض في أعداد تلك القرود قبل أن يأتي النفي الحالي متزامنًا مع ظهور المرض الجديد؛ ليجعل الجميع الآن يستحث المركز والجهات ذات العلاقة أكثر من أي وقت مضى لإعلان الحلول التي وعدوا بها، والاستعجال بتنفيذها؛ فالأمر بالنسبة لهم مع هذه القرود زاد عن حده، ولم يعد يُحتمل ولا يتوقف عند علاقتها بالمرض من عدمه.. وحبذا ألا تكون النتائج من قبيل "لا تبحلقوا فيها"!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org