الإتقان والجودة يُعدَّان من مبادئ الإسلام الأصيلة، التي يحثنا على اتباعها في مختلف أعمالنا؛ إذ يقول الله تعالى: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}، كما يقول رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". وهذا دليل على مدى اهتمام الإسلام بالجودة والإتقان.
ونجد أن الجودة ذات أهمية كبرى في أي عمل مؤسسي.. وحتى تنافس منتجاتنا وخدماتنا على المستويَيْن الإقليمي والعالمي لا بد من زيادة الاهتمام بالجودة؛ لأنها تساهم بدور كبير في تحقيق الميزة التنافسية المحلية والدولية، وفقًا لأفضل الممارسات؛ وهذا بدوره يصب في اتجاه مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تحث على بناء وتطوير الأداء المؤسسي لمختلف القطاعات.
ويأتي المؤتمر الوطني الثامن للجودة، الذي تنطلق أعماله خلال الفترة من 6 إلى 8 يونيو 2022م في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات في المدينة المنورة، بتنظيم من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، تحقيقًا لأهداف رؤية السعودية؛ إذ تستهدف الهيئة من وراء هذا المؤتمر رفع مستوى جودة المنتجات والخدمات الوطنية، وتعزيز تنافسيتها، وذلك بما يدعم ازدهار الاقتصاد الوطني؛ فمنتجاتنا قادرة على المنافسة خارجيًّا بمزيد من الجودة والإتقان.
ويشير الشعار الذي تم اختياره للمؤتمر: "جودة مستدامة.. لوطن طموح" إلى أن الإبداع والاستدامة قيمتان في غاية الأهمية؛ لتنفيذ الجودة على أرض الواقع؛ إذ يعد المؤتمر سانحة طيبة، تستطيع من خلاله كفاءاتنا وكوادرنا الوطنية إبراز دورها في تحقيق الجودة والتميز في مجالات متنوعة ومتعددة عدة. كما يعد المؤتمر أيضًا فرصة كبيرة لطرح تجربة السعودية في مجال الجودة، ولاسيما أنه سيشهد مشاركة عريضة، يتحدث فيها 60 متحدثًا محليًّا ودوليًّا، بجانب جلسات المؤتمر الـ16، وأوراق العمل العلمية.
وتبرز أهمية مؤتمر الجودة الثامن في أنه سيناقش باستفاضة دور الجودة في قطاعات التعليم، والصحة، والصناعة، والخدمات، إضافة إلى ريادة الأعمال، بجانب التوجهات المستقبلية في الجودة لهذه القطاعات الحيوية التي لها أهمية قصوى في حياة مختلف المجتمعات.
وأكثر ما يميز هذا المؤتمر، كمنصة ثرية لنشر ثقافة الجودة واتساع مجالاتها، أنه سيعقد على هامش أعماله دورات تدريبية، وهي نحو سبع دورات تدريبية، كما أن المشاركات الفاعلة التي سيشهدها المؤتمر من المختصين والخبراء والقيادات البارزة في مجال الجودة، محليًّا ودوليًّا، وقطاعات الأعمال المختلفة، الذين تمت دعوتهم، ستؤدي لإكساب هذا المؤتمر أبعادًا استثنائية رائعة؛ تصبُّ في مصلحة مستقبل الجودة.
وأيضًا من الملاحظ وجود نخبة محلية ودولية، تستطيع ملاحظتهم وأنت تتجول في البرنامج الثري والمميز والمليء بشخصيات ذات تجارب عريضة ومتنوعة، فضلاً عن التجارب الناشئة للشركات الريادية، والتنوع في المجالات، كالتعليم والصحة والخدمات. ولا شك أن هذا الثراء والتنوع سيعود بالنفع على المشاركين، وعلى المؤتمر بصورة عامة.
نأمل أن يحقق المؤتمر الوطني الثامن للجودة أهدافه التي خطط لها، وأن يخرج برؤى واضحة، تعزز من الجودة، وتزيد من الميزة التنافسية لمنتجاتنا وخدماتنا، وفق مبادئ ومفاهيم ومنهجيات واضحة المعالم.