يلاحظ كثير من المواطنين في أحيائهم وحاراتهم، سواء في مساجدهم أو طرقاتهم، انتشار عدد كبير من موظفي بعض شركات الاتصالات، من جنسيات عربية، منتشرين بشكل كبير، يطرقون أبواب البيوت طلبًا للاشتراك في خدمة الألياف البصرية "فايبر"، وعرض مميزاتها لهم؛ ما يجعلنا نطرح تساؤلاً كبيرًا بحجم الوطن: أين سعودة تلك الوظائف من برامجكم ومستهدفات خططكم، التي يجب أن تتوافق مع الخطط الطموحة لرؤية 2030..؟! لماذا لا يحل المواطنون من الشباب السعودي المؤهل محل تلك العمالة المنتشرة بكثرة، ونادرًا ما تجد سعوديًّا من بينهم..؟! فهل تلك الأعمال تتطلب شهادات معينة، وخبرات سنوات عدة مع أن خدمة الألياف البصرية حديثة وجديدة؛ ولا يمكن يكونوا اكتسبوا خبرة فيها حتى تجعلهم يتوظفون بتلك السرعة بدلاً من الشباب السعودي المؤهل بشهادات جامعية ودبلومات عالية، يشهد بها كل منصف لهم..؟!!
تلك الوظائف لا تحتاج لشهادات عليا، وإن اشتُرط ذلك فلدينا الشباب المؤهل من حملة الشهادات العليا، بل حملة الشهادتين المتوسطة والثانوية، وقد يلحق بهم حملة الشهادة الابتدائية، ما المانع..؟! أيضًا يمكنهم القيام بها؛ فهي ليست صعبة، وليست خارقة للعادة حتى نستقدم لها موظفين من دول عربية لا يتميزون عن شبابنا السعودي بشيء يذكر حين يشكر، بل تجد من الشباب السعودي من الجنسين يفوقهم في الشهادات. ولقد رأينا الشباب السعودي من الجنسين في حملة التعداد السكاني 2022 وهم يتجولون في الأحياء بلباس خاص بمصلحة التعداد السكاني لطرق بيوت المواطنين والمقيمين على حد سواء للمشاركة في تلك الحملة في التعداد، وهم يؤدون عملهم بكل جد وإخلاص ولله الحمد، ولم يشتكِ منهم أحد، فلِمَ لا تحذو بعض الشركات حذوهم في توظيف الشباب السعودي بدلاً من توظيف غير السعوديين بكثافة كبيرة كما هو مشاهَد للجميع..؟!