قد لا تُفاجأ حينما تتواصل مع تطبيق لإحدى شركات التسويق الإلكتروني، أو حتى من بعض شركات الاتصالات الحديثة العاملة بالسعودية فقط، مستفسرًا عن بعض الخدمات، بأن مَن يقدم لك الخدمة هم من خارج حدود البلد، ومن وراء أعالي البحار، ويرد على استفسارك بكل ثقة من مقر منزله أو منزلها؛ لأن الموظفين إياهم من الجنسين، ومن مختلف الجنسيات العربية، من مصر والأردن، ولبنان وغيرهم..!! فلا تستغرب حينما يسألك الموظف/ ة عن المسافة على سبيل المثال (وقد حصل ذلك لبعض العملاء..!) بين مدينتَي الدمام والطائف..!! وبكل ثقة يقال للعميل الذي هو ربما يكون من المقيمين الجدد في بلدنا، ولا يعرف أين تقع هاتين المدينتين بالضبط؟! فضلاً عن المسافة بين كل منهما، وفي الأخير تقول له الموظفة المسافة بين المدينتين المذكورتين ساعتان..!! هي إجابة فورية عن سؤال العميل، صح خطأ لا يهم، المهم أجابت و"خلاص"..!! والخطأ لا يتحمله أولئك الموظفون قطعًا، بل تلك الشركات التي أسندت وظائف خدمات العملاء لموظفين وموظفات يعملون من خارج حدود الوطن، على الرغم من عمل تلك الشركات داخل نطاق السوق السعودي، بينما موظفوها من خارج حدود الوطن، ودون أي رقابة عليهم، فضلاً عن عدم تأهيلهم وتدريبهم لمعرفة المدن والمحافظات في بلد مترامي الأطراف، وأشبه بقارة -ما شاء الله- كبلادنا المملكة العربية السعودية..!
كما لا يخفى على أحد كثرة عمليات الاحتيال الحاصلة للعديد من الحسابات البنكية والإيميلات لعدد من عملاء البنوك في بلادنا مؤخرًا، وربط البعض بين توظيف موظفين من خارج حدود الوطن كموظفي خدمات عملاء لعدد من الشركات أو التطبيقات من اللاتي تعمل في نطاق السعودية فقط، وهي ليست كنطاق عالمي في دول متعددة، وتسريب معلومات وبيانات العملاء، وإلا بماذا تُفسَّر كثرة تلك التسريبات في الآونة الأخيرة بأعداد كبيرة وغير مسبوقة..؟!!
وختامًا.. من هذا المنبر لهذه الصحيفة الغراء نتساءل، ونضع ذلك التساؤل الكبير أمام الجهات المعنية: لماذا يتم توظيف موظفي خدمات العملاء لشركات تطبيقات أون لاين تعمل داخل السوق السعودي؟! ولماذا تقوم تلك الشركات بتعيين موظفين وموظفات من خارج البلد؟ ولماذا لا يفرض عليها تطبيق نظام السعودة وتوظيف الشباب السعوديين من الجنسين؛ فهم أولى وأحق بتلك الوظائف، طالما تخدم عملاء ومستهلكي بلدهم..؟! فضلاً عن أن السعوديين والسعوديات لا يحتاجون إلى تدريب وتأهيل؛ فهم من هذه البلاد؛ ويعرفونها أكثر من غيرهم من غير السعوديين، من المقيمين والمقيمات خارج حدود البلاد بمئات وآلاف الكيلومترات؛ ولذلك فهم أحق وأولى وأجدر أيضًا من غيرهم، من بعض الإخوة/ ات العرب ممن يقيمون خارج البلد. والله الموفق لكل خير سبحانه..!!