عندما يسمع الكثير منا قصص الناجحين في عالم المال والأعمال، وأنهم بدؤوا مشاريعهم التجارية بالقروض، يُعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد للانطلاق نحو النجومية التجارية، ولكن هل هذا الكلام صحيح؟ سألت أحد الأصدقاء عن هذا الأمر فحذَّرني بشدة قائلاً: إنك عندما تخسر سيضيع كل شيء، وتتحمل القرض على ظهرك الذي ربما يؤدي بك إلى السجن - لا قدر الله -، ولكن حاول أن تبدأ من الصفر، وإذا لم تستطع ذلك ابحث عن شريك مناسب، يتحمل جزءًا من التكاليف، أو يتحملها كاملة، مقابل قيامك بالمتابعة والإدارة حسب النسبة المتفق عليها.
أغلب الذين اقتحموا مجال التجارة بالقروض وخسروا لم يعودوا مرة أخرى لهذا الأمر، ولكن من بدأ رويدًا رويدًا حسب الإمكانات المتاحة مبتعدًا عن القرض لو خسر يعود مرة أخرى حتى يصاحبه النجاح؛ ولذلك من أبرز أسباب الهرب من القطاع التجاري لدى البعض التفكير في العواقب المترتبة على الفشل في المشروع التجاري، وإشكالية تسديد القرض بعد ذلك.
يوجد الكثير من المشاريع ـ بأشكالها كافة ـ بدأها أصحابها من الصفر معتمدين على الإمكانيات المتوافرة لديهم. واحدة من أبرز الصحف الإلكترونية لدينا بدأها مؤسسها من خلال جهاز (لاب توب)، ويقوم بإرسال المواد والأخبار من أحد المقاهي حتى حقق النجاح المطلوب؛ لتبلغ قيمتها السوقية حاليًا عشرات الملايين من الريالات. وقس على ذلك الكثير من المشاريع.
نعلم أن رأس المال ربما لا يتوافر لدى صاحب المشروع، وفي المقابل لديه الرغبة والطموح لمزاولة التجارة؛ فالأفضل البحث عن البدائل، أو تغيير الاستراتيجية؛ ليستطيع الانطلاق بدون أعباء ترهقه في حالة الخسارة. ليس من ضرورات النجاح أن تستأجر محلاً بمبلغ (100) ألف ريال، أو تضع ديكورات بخمسين ألفًا.. يمكنك عمل تطبيق إلكتروني لبيع منتجاتك، لا يكلفك (1000) ريال. أغلب البضائع حاليًا يقوم المورد والمصنع بإيصالها إليك على التصريف. إذا فكرت جيدًا تستطيع تقليص التكلفة بنسبة 60% على الأقل.
القرض ليس من شروط النجاح.. يجب أن تعي ذلك جيدًا.