في 30 يوليو عام 2015 حدثت عاصفة رعد وبرق قوية في مقاطعة شاندونغ، شرقي الصين، سجلتها كاميرات المراقبة التابعة لإحدى الأكاديميات الصينية، لكن ما أثار حيرة العلماء لمدة أربع سنوات هو الأعمدة الحمراء التي ظهرت فوق سحب البرق، على ارتفاع 90 كيلو متراً من سطح الأرض.
وحسب صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، فعلى مدى أربع سنوات ظل الباحثون في معهد فيزياء الغلاف الجوي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، يحاولون الكشف عن السبب وراء ظهور الأعمدة أو النقوش الحمراء فوق العواصف الرعدية، حتى تمكنوا مؤخراً من حل اللغز.
وتقول الصحيفة: البرق هو الضوء الساطع الذي يظهر فجأة في السماء، وينشأ نتيجة تصادم سحابتين إحداهما تحمل شحنة كهربائية سالبة والأخرى تحمل شحنة كهربائية موجبة، ويعقب الضوء صوت عالٍ قادم من السماء وهو ما يسمى بالرعد، والاثنان معاً يطلق عليهما اسم الصاعقة.
وتضيف الصحيفة: إن البرق الذي نشاهده على الأرض جزء من منظومة برق ورعد تحدث في عدة طبقات بالغلاف الجوي، فيحدث البرق الأبيض الذي نشاهده على الأرض في طبقة التروبوسفير التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 10 كيلومترات فوق سطح الأرض، بينما يضرب البرق الأزرق في طبقة الستراتوسفير، والتي يصل ارتفاعها إلى 50 كيلومتراً فوق سطح الأرض، وأخيراً هناك الأعمدة أو النقوش الحمراء التي تحدث على ارتفاع حوالي 90 كيلومتراً فوق سطح الأرض، في طبقة الأيونوسفير.
وتنقل الصحيفة عن الدراسة الصينية أن البرق في كل هذه الطبقات يمكن أن يعمل كمنظومة واحدة، يظهر في طبقة ثم الثانية والثالثة، بألوان أبيض وأزرق وأحمر، وفي هذه الحالة يكون نظام البرق قد وصل إلى مرحلة النضج، وفي المقابل فإن نظام البرق غير الناضج يمكن أن يحدث في طبقة واحدة فقط، كما نراه أبيض على سطح الأرض.
ويكشف الباحثون أنه في 30 يوليو عام 2015، وخلال عاصفة الرعد والبرق بمقاطعة شاندونغ، شرقي الصين، حدثت منظومة البرق كاملة ولهذا ظهرت الأعمدة الحمراء.
