الحملة التاريخية التي تقودها السعودية على الفساد والمفسدين تُعتبر - بحق - نقطة تحوُّل مهمة، يُشار إليها بالبنان، وهي بدون مجاملة حديث وسائل الإعلام في أغلب دول العالم التي أكدت أن السعودية تقود حراكًا تنمويًّا وتطويريًّا وعلميًّا ومجتمعيًّا، وينتظرها نقلة هائلة في المجالات كافة، ستغيِّر من شكلها الحالي إلى مستويات أعلى وأرفع بإذن الله.
المتهمون بالفساد، سواء الحاليون أو السابقون، عندما كانوا قبل الحملة يمارسون صلاحياتهم، ويفرضون قراراتهم على ضعاف النفوس الذين استجابوا لهم، وأيدوهم، ورضخوا لهم، وساعدوهم في نهب أموال الدولة.. بالتأكيد اصطدموا بالكثير من الموظفين الشرفاء الذين رفضوا هذه الأوامر، وضربوا بها عرض الحائط، ولم يمرروا معاملة واحدة غير نظامية، فما كان من هؤلاء إلا أن همَّشوهم، وأبعدوهم على مرأى ومسمع من بقية زملائهم، وربما مارسوا معهم أساليب التطفيش؛ ليُخلوا لهم الجو. وربما تجد الموظف الكبير بسنه ومرتبته في بعض الجهات الحكومية (لا يهش ولا ينش) بالرغم من كفاءته الوظيفية، ولو بحثت عن السبب لعلمت أن علة ذلك نزاهته ــ وهم كُثر في الدوائر الحكومية ــ.
أعتقد أن من حق هؤلاء أن نكرمهم ونكافئهم نظير مواقفهم المشرفة القوية، وأن نعيد لهم اعتبارهم في مراكز أفضل من مراكزهم؛ ليقتدي بهم الجميع، ويكونوا قدوة حسنة لغيرهم.. فهل نكرم هؤلاء المهمَّشين؟