شدد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إيمانه بأن السعودية حتى يومنا هذا لم تستغل إلا 10% من قدرتها، ولديها 90% متبقية ليتم تحقيقها، مشيراً إلى أن الخطط والرؤية تتمحور حول الـ90% المفقودة؛ وكيف يمكن تطبيقها بأكبر قدر ممكن وأسرع وقتٍ ممكن، مؤكداً أن الخطط ترسم بناءً على مكامن القوة ولا نريد أن نقلد غيرنا.
وتفصيلاً، فقد وجّه المحاور من مجلة "التايم" سؤالاً لسمو ولي العهد قال فيه: أشعر بالفضول حقاً حول الطريقة التي توصلت بها إلى خطتك في السعودية؟
ومن جهته قال سموه: نحن الآن في عهد الدولة السعودية الثالثة التي أسسها جدي الملك عبد العزيز، والذي يعرف أيضاً بابن سعود، وتأسست السعودية الأولى قبل 300 عام، ولذلك بعد فترة الملك عبدالعزيز وفترة الملك سعود وتأسيس "الدولة" السعودية الثالثة، جاء الملك فيصل بفريق شاب عظيم جداً، وكان من بين فريقه الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والملك سلمان والأمير سلطان والأمير نايف والكثير من الأشخاص الآخرين.
وأضاف في تفصيل رده: وقد تمكنوا من تحويل البلاد من بيوتٍ طينية إلى مدن حديثة ذات معايير عالمية، بنية تحتية حديثة، وبلاد من ضمن مجموعة 20، وبلد من بين أكبر عشرين اقتصاد في العالم، وغيرها الكثير ومن الصعوبة إقناعهم بأن هناك الكثير من الأمور ينبغي فعلها، لأن ما حدث في وقتهم خلال تلك الـ50-60 عاماً هو مثل ما حدث في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في الـ300-400 عام الأخيرة وقد شاهدوا النقلة بأكملها في حياتهم.
وقال: إلا أنه بالنسبة لنا كجيل شاب، فإننا لم نشاهد ذلك، لأننا وُلدنا في تلك المدينة الحديثة والرائعة، وعشنا في اقتصادٍ يعد بالفعل ضمن أكبر عشرين اقتصاد في العالم، وكان تركيزنا على ما كنا نفتقده، وما لا نستطيع القيام به. ونؤمن نحن أن السعودية –حتى يومنا هذا– لم تستغل إلا 10% من قدرتها، ولدينا 90% متبقية لنحققها.
وبين سموه: وعليه فإن الخطط والرؤية تتمحور حول الـ 90% المفقودة؛ فكيف يمكن لنا تطبيقها بأكبر قدر ممكن وأسرع وقتٍ ممكن نحن نرسم خطتنا بناءً على مكامن القوة لدينا فلا نريد أن نقلد غيرنا ولا نريد أن نبني وادي السيلكون، فهنالك بعض وسائل الإعلام التي تقول إن السعودية تبني وادي سيلكون في السعودية، وهذا غير صحيح.
وتابع: نحن نرسم اقتصادنا بناءً على مكامن القوة لدينا: تكرير النفط، والمواد، والحركة، والنقل، والمعادن، والغاز؛ فلدينا العديد من اكتشافات الغاز في البحر الأحمر، ولدينا محتوى محلي وميزان مدفوعات وننفق 230 مليار دولار سنوياً خارج السعودية وإن لم نفعل شيئاً؛ فإن هذا الرقم سيرتفع في عام 2030 ليصل إلى ما بين 300 و400 مليار دولار ستصرف خارج السعودية.
وحول الخطة قال: هي أن تنفق نصفها في المملكة العربية السعودية لدينا برامج عدة لتحقيق ذلك فلدينا الخصخصة ويأتي على قمة الهرم طرح أرامكو، ضخّ هذه المبالغ وتقديم الأصول الحكومية وغيرها من الأصول والاحتياطيات النقدية الأخرى في صندوق الاستثمارات العامة، ودفعه ليصبح أكبر صندوق على مستوى العالم، بقيمة تتجاوز 2 تريليون دولار فقبل عامين، كان حجم صندوق الاستثمار العام 150 مليار دولار أمريكي أما اليوم فحجمه 300 مليار دولار أمريكي وفي نهاية عام 2018 سيبلغ نحو 400 مليار دولار.
وأضاف: في عام 2020 سيصل إلى ما بين 600-700 مليار دولار، وفي عام 2030 سيكون أعلى من تريليوني دولار، وسنستثمر نصف هذه الأموال لتمكين المملكة العربية السعودية، والـ50٪ المتبقية سنستثمرها في الخارج؛ لنضمن أن نكون جزءاً من القطاعات الناشئة في جميع أنحاء العالم.