
مع اقتراب إجازة منتصف العام بدأت عدد من الأسر السعودية للتخطيط لقضاء عطلتها في السياحة الداخلية، ومع إنشاء الهيئة العامة للترفيه، وتوفر الكثير من الفعاليات الترفيهية والتراثية والفنية توقع اقتصاديون أن تشهد السياحة الخارجية انخفاضاً ملحوظاً لتوفر أنشطة ترفيهية داخل المدن السعودية، إلى جانب عدة عوامل اقتصادية أخرى.
عن ذلك يقول المستشار والخبير بالقطاع السياحي، ناصر العيسى، لـ"سبق": مؤخراً أصبح هناك نشاط واضح لتنظيم المناسبات وأنشطة الترفيه داخل السعودية وهذا مؤشر جيد لتنمية السوق المحلي خصوصاً لمن يرغبون أن يقضوا إجازتهم داخل المملكة"، وأضاف "هناك شريحة كبيرة من المواطنين أصبح السوق المحلي يلبي رغباتهم خصوصاً في الإجازات القصيرة، وأصبح هناك أنشطة وفعاليات وزخم في الترفيه بشكل ملحوظ عن السنوات السابقة. وتابع: "بغض النظر عن سلوك الأفراد فهم حساسون بموضوع الأسعار فمازالت دبي تنافس الجودة والأسعار أمام السوق المحلي الذي مازال في مرحلة النمو، ويحتاج التركيز على هذه النقطة لينافس الأسواق الخليجية واستقطاب السياح". وحول أهمية السياحة الاقتصادية يقول "بسبب التركيز الموجه للسوق السياحي ستكون تأثيراته الاقتصادية بشكل ممتاز كتوليد الوظائف وضخ المصروفات على السوق المحلي والسياحي، وهذا مردوده مباشر على الاقتصاد المحلي، ونمو الاقتصاد يقاس بدخول مستثمرين جدد وتوسع بالاستثمار، فمؤكد سيكون أثره واضح كما أن القطاع السياحي ثاني أكبر اقتصاد بعد النفط في السعودية".
ومن جهة أخرى قالت المستشارة الاقتصادية، الدكتورة نوف الغامدي، لـ"سبق" حول قدرة هيئة الترفيه على استقطاب المواطنين "حقيقة حققت هيئة الترفيه إستراتيجية قوية لإنشاء هجرة عكسية وجذب المواطن للسياحة الداخلية فدور الهيئة إشرافي وتنسيقي في تنفيذ الفعاليات، إلا أنه يحسب لها العديد من الإيجابيات، وعلى رأسها مواكبة احتياج المجتمع للنشاط الترفيهي المتعدد، والذي كان يبحث عنه في مختلف العالم، بل والسفر شبه الأسبوعي للدول المجاورة، ويلاحظ أن أغلب الفعاليات ذات طابع غربي، مقارنة بعدد أقل من الأنشطة المحلية، حيث يتطلع الكثير من المتابعين لزيادة ودعم المواهب المحلية التي تستحق الظهور أمام الجمهور.
وتضيف "وحسب أرقام رسمية للهيئة فقد دعمت أكثر من ثلاثة آلاف من الفعاليات وتندرج تحت سبع فئات رئيسة للترفيه بالتعاون مع جهات حكومية أخرى، وهي المدن الترفيهية وعروض الفنون الاستعراضية والثقافة والفنون والطبيعة وزيارة المعالم والترفيه الرقمي والترفيه الرياضي، أيضاً ارتفاع عدد الحضور منذ تاريخ إقامة أول فعالية في سبتمبر الماضي 2016 حيث تجاوز 34 ألف زائر، وفي أكتوبر كان العدد قرابة الـ21 ألف زائر، وفي نوفمبر كان العدد 37 ألف وخمسمائة زائر، وفي ديسمبر كان العدد حوالي 77 ألف زائر، وفي يناير من هذا العام 2017 كان العدد 186 ألف زائر، وفي فبراير 2017 كان العدد 120 ألفاً وخمسمائة زائر، وفي مارس 2017 كان العدد أكثر من 310 آلاف زائر، وأخيراً في أبريل 2017 وأول أسبوع من مايو الجاري حوالي مليون وخمسمائة ألف وخمسين زائراً، بمجموع يفوق 2.3 مليون زائر كعدد إجمالي لكل الفعاليات في 21 مدينة.
وتؤكد الغامدي": الآن لن يحتاج الجمهور السعودي بعد اليوم إلى تكبّد عناء السفر لمشاهدة نجمهم أو عرضهم المفضّل، الترفيه قادم إليه بتنظيم ودعم الهيئة العامة للترفيه، فالحراك الترفيهي المتنوع ما بين فني وتراثي وترفيهي يستهدف الشباب والأسرة السعودية. وهو في شكل عام موجّه لتحقيق هدف إستراتيجي وهو أنسنة المدينة السعودية وإحياء روحها الإنسانية بعد أن تحوّلت إلى كتل إسمنتية وأسواق تجارية. ما دفع البعض إلى العزلة أو السفر إلى الخارج بغية طلب الترفيه والتواصل الإنساني، وتستهدف أيضاً تطوير المفاهيم الاجتماعية للإنسان السعودي والمجتمع بشكل عام لتنويع أسلوب الحياة والانفتاح الثقافي".