تشارك المملكة العربية السعودية غدًا الخميس دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للنوم، حيث يعد حدثًا سنويًا يهدف للاحتفال بالنوم والتوعية بالمشكلات المزمنة المرتبطة به، وتشجيع اهتمام الحقل الطبي والتعليمي بالجوانب الاجتماعية التي تتأثر باضطرابات النوم كالعلاقات الزوجية وإصابات العمل وحوادث السيارات، ويتم تنظيمه من قِبل لجنة اليوم العالمي للنوم بجمعية النوم العالمية، لمحاولة تخفيف عبء مشكلات النوم على المجتمع من خلال تحسين الوقاية والتوعية بها.
وقال الدكتور أيمن بدر كريّم استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بجدة رئيس نادي جدة لطب النوم، إن اليوم العالمي للنوم حدث توعوي عالمي يعقد سنويًا وتدعو إليه وتنظمه جمعية النوم العالمية منذ عام 2007، ويُقام يوم الجمعة في منتصف شهر مارس من كل عام، ويستقطب اهتمام وسائل الإعلام والمشاهير بمشاركة أكثر من 70 بلدًا في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: يقوم مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة ونادي جدة لطب النوم منذ سنوات بنشاطات توعوية كجزء من التعاون الدولي، لزيادة الوعي الصحي باضطرابات النوم في المملكة العربية السعودية، بإشراف الدكتور سراج عمر ولي، مدير المركز، وبالتعاون مع نادي جدة لطب النوم برئاسة الدكتور أيمن بدر كريم، حيث تُقام هذا العام مناسبة احتفالية توعوية للجمهور والممارسين الصحيين غدًا الخميس بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تتضمن محطات توعوية للإجابة عن استفسار الجمهور وتوجيههم لطرق تشخيص وعلاج اضطرابات النوم ومن أهمها الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يعانيه نحو 12 % من الرجال متوسطي الأعمار، و5 % من النساء متوسطات الأعمار في السعودية، بحسب دراسة موثّقة.
ويؤكد البيان الأساسي لليوم العالمي للنوم خطر فرط النوم والحرمان المزمن منه على الصحة ونوعية الحياة، وإمكانية التخفيف من أخطاره بنشر التوعية السليمة بين أفراد المجتمع العام والممارسين الصحيين، وتكريس مفهوم الوقاية والشفاء من أكثر من 100 نوع من اضطرابات النوم عن طريق الـمختصين في طب النوم، ومن أمثلتها انقطاع التنفس أثناء النوم الذي يصيب نحو 24 % من الرجال، و9 % من النساء متوسطي الأعمار بدرجات مختلفة، ويرتبط بعوامل خطر كثيرة من أهمها فرط الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وهبوط سقف الحلق والتدخين وغيرها.
ودعت رابطة طب النوم العالمية إلى أهمية النوم الصحي في هذا اليوم العالمي الذي يوافق الجمعة، 15 مارس 2019 للنهوض بجهود الأطباء والمتخصصين والممارسين الصحيين والمرضى لنشر مزيدٍ من المعلومات والنصائح وإجراء عدد أكبر من البحوث حول النوم واضطراباته.
وقد تم اعتماد شعار "نوم صحي .. لحياة صحية"، وذلك بهدف تأكيد أهمية النوم السليم حتى لدى كبار العمر، وتشخيص وعلاج مشكلات الأرق المزمن والحرمان من النوم السليم وفرط النعاس أثناء النهار، بأسبابها العضوية والنفسية والسلوكية، لتجنب مضاعفاتها الخطيرة على الصحة النفسية والعضوية.
وأشار الدكتور أيـمن كريّـم، استشاري أمراض الصدر واضطرابات النوم بجدة، إلى دراسة محلية سعودية أجراها مركز طب وبحوث النوم بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة على عينة كبيرة من الأفراد في مدينة جدة، بإشراف دكتور سراج عمر ولي مدير المركز، وتم نشرها في عدد شهر إبريل عام 2017 للمجلة الدورية لطب الصدر (Annals of Thoracic Medicine)، أظهرت أن نحو (9 في المائة) من أفراد العينة البالغ عددهم أكثر من 2600 مريض أعمارهم بين (30 إلى 60 عامًا)، مصابون بانقطاع التنفس أثناء النوم، حيث بلغت نسبة الإصابة لدى الرجال (12 في المائة) ونحو (5 في المائة) لدى النساء، وخصوصًا مع المعاناة بأمراض مزمنة أخرى وأعراض زيادة النعاس خلال النهار، وذلك عن طريق إجراء تقييم طبي دقيق لمجموعة عوامل خطر الإصابة باختناق النوم.
كما تم إثبات الإصابة بالمرض عن طريق إجراء دراسة مختبرية للنوم في مركز طب وبحوث النوم بالمستشفى الجامعي أو في منزل المريض بوساطة جهاز تقني متنقل، حيث أظهرت الدراسة أيضًا أن الشخير المزمن - وهو المظهر الرئيس من مظاهر انقطاع التنفس أثناء النوم - عرَض منتشر بين الرجال والنساء (نحو 24 في المائة و17 في المائة على التوالي)، كما تبيّن من نتائج الدراسة أن التقدّم في العمر، والإصابة بارتفاع ضغط الدم ومرض السكري تعد من ضمن عوامل الخطر المستقلّة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم.
واقترحت رابطة طب النوم عدة نقاط للمشاركة في اليوم العالمي للنوم تنظيم حدث توعوي لجلب الاهتمام بالنوم وآثاره ومشكلاته، ونشر بيانات صحفية رسمية ولقاءات مع خبراء النوم في وسائل الإعلام المحلية.