لم يتوقف طموح الرجل العسكري "عبدالرحمن بن خلف الله رداد القرشي" والذي يعمل بالقوات الجوية، بقاعدة الملك فهد الجوية بالقطاع الغربي، عند الاكتفاء بذلك العمل الذي خدمَ فيه ما يقارب الـ 8 سنوات و10 أشهر، بل تجاوزه عندما قرر الحصول على درجة البكالوريوس لتطوير نفسه، ليجد التشجيع من والديه، وشقيقاته، وبعض أقاربه والذين يحمل لهم كل الحب والاحترام والتقدير، وبعض أصدقائه، وتمكن من تحقيق طموحه.
قصة ذلك الطموح يرويها لـ "سبق" الطالب "القرشي" حيث قال : أنا متفائل بمقولة ( لن تغرق سفينة الحياة في بحرٍ من اليأس مادام هناك مجد اسمه الأمل)، فأملي بالله أن يوفقني فيما أنا قادم عليه، حيث تقدمت بطلب القبول بجامعة الطائف، تخصص إدارة أعمال (انتساب)، وتم قبولي بدخول الجامعة عام 1436 هـ ، وأخذت موافقة جهة العمل على أن تكون الدراسة على حسابي ووقتي الخاص.
وأضاف: كنت متشوقًا ومتحمسًا للدراسة ولكنني واجهت الكثير من المصاعب خلال دراستي وخصوصًا أول فصل دراسي، وذلك للتوفيق بين العمل والدراسة، فدراستي كانت من الساعة الرابعة عصرًا حتى الساعة العاشرة مساءً، كل يوم ما عدا يوم الجمعة خصوصًا في السنتين الأوليين من الدراسة ، كما أني تعرفت على الكثير من الأصدقاء بالجامعة، وقد مرت الأيام والشهور وأيام الاختبارات، والأصعب لابد من الحصول في الاختبار الواحد على 90 درجة، والحضور 10 درجات عن كل مادة للمقرر الواحد، وانتهى الفصل الدراسي الأول ونظرت إلى السجل الأكاديمي الخاص بي وبدرجاتي فوجدتها عالية نتيجة التعب والجد والمذاكرة فعاهدت نفسي بأن يكون معدلي إما في ارتفاع أو ثبات.
وتابع: عندما بدأ الفصل الدراسي الثاني اتفقت مع بعض الأصدقاء أن نجتمع بعد انتهاء الدراسة في ( الدورة المكثفة المحددة بثلاثة أسابيع) ونتدارس كل ما أخذناه مع بعضنا بعضًا فوافقوني ، وفصل دراسي تلو الآخر، وسنة تلو الأخرى ونحن نجتمع.
وأبدى الطالب "القرشي" تفاؤله برؤية 2030 والتي شدت من عزمه في محاورها الثلاثة ( مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، وطن طموح)، مركزًا في مقولة سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - عندما قال: "لن ننظر إلى ما قد فقدناه أو نفقده، بالأمس أو اليوم، بل علينا أن نتوجه دومًا إلى الأمام".
ويؤكد "القرشي" أن مقولة ولي العهد أضحت دفاعًا لطموحه لمزيدٍ من الجد والجهد والتعب من أجل الحصول على المركز والرقم 1 في دراسته، لخدمة دينه ومليكه ووطنه، وها هو قد تخرج العام الماضي 1439هـ ، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى (الأول على الدفعة).
وبين أنه لم يحالفه الحظ لحضور حفل التخرج عام 1439 هـ ، فتم إدراج اسمه وبقية زملائه لهذا العام 1440 هـ ، لينال التكريم من نائب أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، والذي كان قد رعى حفل التخرج لجامعة الطائف أخيرًا بحضور مدير الجامعة الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان.
وختم حديثه بالقول: شكرًا أمي، نعم أمي، نعم أمي، شكرًا أبي، شكرًا شقيقاتي، شكرًا معلميني الأفاضل، شكرًا لكل من دعمني، شكرًا لمن وقف بجانبي في تخرجي أو اتصل بي أو أرسل رسالة، فكما قال سيدي ولي العهد أيضًا: (همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض)، فهمتي وطموحي ليست فقط الحصول على درجة البكالوريوس بل الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه والمراتب العليا.