"ثورة تقنية وعملات رقمية".. مشهد مستقبلي يقرأه محافظ البنك المركزي

أكّد أهمية ضمان السلامة المالية والنقدية وحماية العملاء مع مواكبة الجديد
محافظ البنك المركزي السعودي فهد المبارك
محافظ البنك المركزي السعودي فهد المبارك

أوضح محافظ البنك المركزي السعودي الدكتور فهد المبارك، أن الاقتصاد العالمي يمر بثورة تقنية ناتجة عن تعزيز استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والسجلات الموزعة في عدد من القطاعات، ومن ضمنها القطاع المالي ضمن ما يسمى الثورة الصناعية الرابعة، التي نتج عنها عددٌ كبيرٌ من نماذج العمل المبتكرة المرتكزة على التقنية كأساس لتقديم خدمات ومنتجات جديدة أو تطوير جودة الخدمات التقليدية وتقليل تكاليفها.

وقال "المبارك"، في كلمته الافتتاحية في ورشة الطاولة المستديرة رفيعة المستوى حول العملات الرقمية للبنوك المركزية ومستقبل النظام النقدي، في اليوم الثاني لاجتماع الدورة السادسة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية: "تعد التقنية المالية أحد أهم مخرجات استخدام التقنيات الناشئة في هذه المرحلة، التي سوف تسهم في تعزيز نمو القطاع المالي، الذي يعد إحدى ركائز النمو الاقتصادي على مستوى الدول".

وأردف: "في ظل الطلب المتزايد على هذا النوع من التقنيات المالية، تؤدي البنوك المركزية دوراً محورياً في دعم الاقتصاد المعتمد على هذه الأدوات، وتجنيبه كثيراً من المخاطر المحتملة، ودعم الابتكار المتزن، وذلك من خلال دراسة أبعاد إصدار نموذج رقمي للعملات السيادية متمثلاً في العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC)، وإجراء التجارب والاختبارات لفهم التقنيات والسياسات والتشريعات اللازمة".

وأشار إلى احتياج كل دولة للعملة الرقمية حسب تصورها، وقال "لذا نؤمن بأن تصميم وإصدار العملات الرقمية للبنوك المركزية، يجب أن يراعي احتياجات وخصوصية كل دولة، وأن يكون نابعاً من تصور واضح يراعي كل الجوانب ذات العلاقة، وخصوصاً الآثار المتوقعة على البنوك التجارية والقطاع الخاص ككل".

وحول الحديث عن النقد الورقي في مقابل العملة الرقمية، قال: "من المرجح ألا تحل العملات الرقمية للبنوك المركزية بديلاً للنقد الورقي أو أنظمة المدفوعات الحالية في كثير من الدول في المديين القصير والمتوسط، وإنما ستؤدي دوراً تكاملياً مع بقية أشكال النقد التقليدي وأنظمة المدفوعات الأخرى".

ونوّه المحافظ إلى الجهود الدولية لدراسة واستكشاف العملة الرقمية للبنوك المركزية، يجب ألا يغفل الدور الأهم للبنوك المركزية في ضمان الاستقرار والسلامة المالية والنقدية وحماية العملاء، وقال: "هذا لا يعني بالضرورة التركيز على تجنب المخاطر فحسب، وإنما بحث فرص تعزيز الاستفادة من الإمكانات التي قد توفرها العملات الرقمية للبنوك المركزية والتقنيات الناشئة في زيادة فاعلية أدوات البنوك المركزية للقيام بدورها الأهم وتحقيق أهدافها".

واختتمت اليوم بمحافظة جدة، أعمال اجتماع الدورة الاعتيادية السادسة والأربعين لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، الذي استضافته المملكة ممثلةً بالبنك المركزي السعودي خلال الفترة من 18 - 19 سبتمبر الجاري، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بعقد ورشة الطاولة المستديرة رفيعة المستوى حول "العملات الرقمية للبنوك المركزية ومستقبل النظام النقدي".

واستهلت الورشة بكلمة لمحافظ البنك المركزي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك، أوضح خلالها أن الاقتصاد العالمي يمر بثورة تقنية ناتجة عن تعزيز استخدام التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والسجلات الموزعة في عددٍ من القطاعات ومن ضمنها القطاع المالي ضمن ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، التي نتج عنها عدد كبير من نماذج العمل المبتكرة المرتكزة على التقنية كأساس لتقديم خدمات ومنتجات جديدة أو تطوير جودة الخدمات التقليدية وتقليل تكاليفها.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org