انهارت أسعار النفط الأمريكي بطريقة غير مسبوقة تاريخيًا، لتسجل قيمة سالبة، لا تغطي تكلفة تصنيعه وشحنه وتخزينه؛ إذ هبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط للتسليم في مايو، إلى سالب 37.63 دولارًا للبرميل لأول مرة منذ أن فتحت NYMEX (بورصة نيويورك التجارية) تداول العقود الآجلة للنفط في عام 1983م.
كورونا كلمة السر
وبحسب شبكة "NBC" الاقتصادية، فإن الأسباب تعزو إلى نضوب الطلب الفعلي على النفط، وظهور تخمة عالمية في المعروض، بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد؛ ما أدى إلى إغلاق أغلب المنشآت الصناعية وغيرها من مؤسسات الأعمال حول العالم.
كما جاء الهبوط الحاد مدفوعًا بمخاوف شديدة لدى المستثمرين حيال إمكانية استمرار انتشار فيروس كورونا، أو ظهور موجة جديدة من الوباء، مما دفعهم إلى عمليات بيع مكثفة للعقود الآجلة للنفط لتفادي الوصول إلى مرحلة استلام الخام بعد موعد استحقاق العقود.
لماذا الأسعار بالسالب؟
ويعني وصول أسعار النفط الأمريكي إلى تحت الصفر أو القيمة السالبة، أن منتجي البترول يدفعون للمشترين للتخلص من السلعة لديهم، بعد امتلاء مخازنهم لقلة الطلب، ولتخرج مسؤولية تخزينها من نطاق مهامهم خوفًا من نفاد سعة التخزين في مايو المقبل.
ولجأت شركات النفط إلى استئجار ناقلات لتخزين الفائض من المتوافر للعرض في الأسواق، الأمر الذي أجبر سعر النفط الأمريكي إلى الدخول إلى المنطقة السلبية، والسقوط بهذا الشكل المروع.
وكان الانخفاض الحاد يوم الاثنين مدفوعًا جزئيًا بتقنية سوق النفط العالمية، حيث يتم تداول النفط بسعره المستقبلي ومن المقرر أن تنتهي العقود الآجلة لشهر مايو يوم الثلاثاء.
هل تتأثر المملكة بهذه الأسعار؟
لا تنطبق تلك الأسعار على النفط في منطقة الشرق الأوسط التي يتم تسعيرها اعتمادًا على أسعار خام برنت، ويعد سعر خام برنت هو السعر المرجعي للنفط المنتج من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، ويتم تسعير ثلثي النفط المنتج بالعالم به. ووصلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو إلى 25.43 دولارًا للبرميل، متراجعًا بنسبة تصل إلى 9.44 %.
أما خام غرب تكساس الوسيط، فيتم تسعير النفط به الذي يتم استخراجه من أمريكا الشمالية. ووصل سعر العقود الآجلة له تسليم مايو إلى سالب 37.63 دولارًا للبرميل.