خلود غنام- سبق- الرياض: واصل منتدى التنافسية الدولي الثامن عقد جلساته لليوم الثاني على التوالي، حيث خصص اليوم جلسة لمناقشة سبل تمكين الشباب بالقطاع الحكومي وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.
وفي بداية الجلسة أكد مؤسس جمعية Young Stars كينجسلي بانجويل أن أداء القطاع العام يكون جيداً عندما يتعلق الأمر بنواحي الحماية والجودة والمساواة، لكنه يكون سيئاً عندما يتعلق بمجال التشغيل. مضيفاً أنه في ظل هذه الحيثيات بالقطاع الحكومي نحتاج إلى مزيد من الابتكار باكتساب مهارات التقنية الحديثة ورفع المعايير المهنية للعاملين بالاستعانة بخبراء مؤهلين، وهذا ما يتم حالياً بنجاح في القطاع الخاص".
وتطرق بانجويل إلى تطبيق ذلك في قطاع التعليم، مؤكداً أنه يجب التعاون بين المعاهد والمدارس في مجال إكساب المهارات التعليمية والمعرفية في ريادة الأعمال، كما يجب أن ندرك أن هذه الوظائف ستستمر، خصوصاً لدى المعلمين والمعلمات، بإشراكهم في بناء مجتمع المعرفة الذي يواكب ما نحتاج إليه في واقعنا التعليمي بغض النظر عن الأعمال التي نقوم بها، كما نحتاج إلى المرونة في هذا النظام التعليمي ككل".
في سياق متصل يرى عضو المجلس الاستشاري للشباب في شركة أرامكو السعودية المهندس ريان الغانم، أن هناك فجوة كبيرة بين ما تقدمه المدارس والجامعات وما يطلبه أصحاب العمل؛ لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين صاحب العمل ومراكز التدريب للاستفادة من مخرجات تلك المراكز.
وأفاد الغانم بأن (أرامكو) تساعد الجامعات بتقديم بعض الفرص المتعلقة بما تتطلبه بعض الأعمال والمصانع، مطالباً بتأسيس برامج تدريبية قادرة على تأهيل الشباب لسوق العمل، وتحين أداء الموظفين، واكتشاف المهارات والمواهب وتنمية المعرفة، مشيراً إلى أن (أرامكو) تستعين لاحقاً ببعض الطلاب الذين سبق لهم التدريب لديها، وأنه يتم ضمن برامج أرامكو تدوير الموظفين كل ثلاث سنوات في كل قطاعات الشركة، من أجل منحهم القدرة على المشاركة في كل الوظائف.
من جهة أخرى قال المتخصص في الشؤون السياسية والإعلامية عبدالعزيز طرابزوني إن معظم الشباب السعوديين يحتاجون إلى الاستفادة بدرجة أكبر من برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي لتنمية مهاراتهم. أما زايد بن سلطان المدير التنفيذي لشركة (Ace Biotech) فروى قصته بوصفه رائداً من رواد الأعمال، سارداً رحلة عمله بدءاً من الكويت حتى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ناصحاً الشباب بعدم ترك باب الأمان في الوظائف الحكومية.
وفي ختام الجلسة طالب الرئيس التنفيذي لشركة (kedtech) أود أيكن بالتركيز على التدريب الحكومي لهؤلاء الشباب ومشاركتهم بشكلٍ فعّال في الوظائف، وأن نتيح لهم الفرصة بأن نسمع أصواتهم ونتيح الفرصة لهم؛ ليقدموا آراءهم وحلولهم ومقترحاتهم، وكذلك مساعدتهم في التغلب على مشكلاتهم الاجتماعية.
وذكر السيد أيكن أن "44 % من الشباب الخريجين من خارج المملكة؛ أي نحو 2035 متخرجاً، يعودون إلى المملكة، وأن 75 % منهم يذهبون إلى وظائف حكومية، وهذا ما يجعلنا نتبناهم ونتابعهم. ولدعم قدراتهم الابتكارية والمعرفية ليأتوا بمنتجات متنوعة، ليس على المستوى المحلي، ولكن على المستوى العالمي، وهذا ما يجب أن ننظر إليه في المستقبل في مجال التعليم والتدريب."
دعم الشباب
في سياق متصل طالب الخبراء بدعم مشاركة الشباب في المحافظة على التراث الوطني، وضرورة توحيد جهود دول التعاون مجلس الخليجي في مجال الفعاليات التراثية والمتحفية والفنية خلال جلسة اليوم والتي جاءت تحت عنوان (الثقافة المحلية: فرص العمل التي يقدمها التراث الوطني) بمنتدى التنافسية الدولي الثامن، مؤكدين أهمية المشاريع الثقافية والتراثية وتوفيرها للاستثمارات المستديمة، وضرورة الحضور في المحافل الثقافية والتراثية العالمية، لتغيير نظرة العالم الغربي عن منطقة الخليج، إضافة إلى ضرورة دعم مشاركة الشباب في المحافظة على التراث الوطني.
فمن جانب آخر أكدت وزيرة الثقافة في مملكة البحرين الشيخة مي بنت محمد آل خليفة خلال الجلسة عن أهمية الاستثمار في الثقافة، ودعم المشاريع الثقافية، مستعرضة أبرزها، سواء التي نفذت بجهود الدولة أو بجهود القطاع الخاص، ومنها مسرح البحرين الذي تم تنفيذه خلال عامين، وموقع قلعة البحرين الذي نفذ في أقل من عامين، وتم إدراجه ضمن مواقع التراث العالمي، وطريق اللؤلؤ الذي يعيد الحياة لهذه الصناعة الحيوية، ومتحف الصوت، ومتحف الطفل.
واعتبرت آل خليفة أن البنية الأساسية للتراث هي الجاذب الحقيقي للسياحة، وأن المشاريع الثقافية ستوفر استثماراً مستديماً، بعدها قامت بعرض فيلم تسجيلي حول مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، والذي يضم سبعة بيوت حافظت على التراث الثقافي البحريني، كبيت الشعر، وبيت الموسيقى.
أكد عضو مجلس الشورى السعودي الأكاديمي الدكتور سعد البازعي بدوره أهمية التعاون وتوحيد الجهود بين دول مجلس التعاون الخليجي في الفعاليات الثقافية والتراثية، معتبراً الترجمة والحضور على مسارح العالم من أهم العوامل التي يمكن أن نصل بها للعالم ونعرف بثقافة منطقة الخليج، ومن ثم تغيير نظرة العالم عن بعض دول المنطقة.
فيما أبدى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتور عبدالخالق عبدالله عدم تخوفه من تأثير العولمة في الموروث الثقافي والديني، معتبراً هذا الخطاب الإعلامي مبالغاً فيه على الرغم من اعترافه بوجود تحديات كبيرة، مشيراً إلى أن هناك منتجاً ثقافياً خليجياً قابلاً للتسويق والتوظيف، وأن هذا القطاع الواعد يحتاج إلى مزيدٍ من الاستثمار.
أما الباحثة في معهد لندن لدراسات الشرق الأوسط، الدكتورة العنود بنت محمد الشارخ فأكدت أن حماية التراث في تجديده، وأن الثقافة الخليجية تتمتع بمرونة كبيرة، مستعرضة التجربة الكويتية الناجحة في إنشاء مشاريع ثقافية وتراثية تبناها القطاع الخاص، منها مشروع "مدينة"، ومشروع سوق المباركة، ومشروع للخط العربي، ومشروع "99" الذي يضم مجلات فنية، والذي حصل على جائزة من جمعية إحياء التراث الإسلامي.
وفي ختام الجلسة أوضح المشرف العام على مركز التراث العمراني بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور مشاري النعيم، أن الهيئة تنظر إلى التراث الوطني على أنه مستقبل وليس ماضياً، وأن الهيئة تتعامل مع المنتج التراثي على أنه مكون للهوية الوطنية، مستعرضاً جهود الهيئة في الحفاظ على التراث العمراني، من خلال تبني برامج تبرز المكانة التاريخية المهمة للمملكة، والعناية بالتراث الحضاري بما يسهم بشكلٍ مباشر في حماية التراث الوطني وتنميته اقتصادياً من خلال السياحة المحلية، وتوفير فرص العمل للمواطنين، وجذب الاستثمارات للمواقع المرتبطة بالتراث الوطني، بالإضافة إلى الاستفادة من التراث الوطني في تعزيز الارتباط بين المواطن وموروث وطنه الحضاري.
وأشار النعيم إلى نجاح الهيئة في تسجيل ثلاثة مواقع ضمن مواقع التراث العمراني، وأنها بصدد تسجيل 11 موقعاً جديداً ليصل العدد إلى 14 موقعاً في مناطق المملكة، واستعرض النعيمي جهود الهيئة وشركائها في عددٍ من المواقع، منها: وسط مدينة الرياض، ووادي حنيفة، ووسط مدينة جدة، الذي زاره أكثر من 75 ألف زائر.