برعاية وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر اختتم "مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية" أعماله اليوم، وذلك بفندق "الفور سيزون" بالرياض، حيث ناقش صناع قرار سلاسل الإمداد على مدى يومين العديد من المحاور التي ترسخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز لوجستي عالمي ومحور لربط القارات الثلاث.
وشهد اليوم الأخير للمؤتمر عديد الفقرات التي ابتدأت بعرض تقديمي بعنوان: "تحديات السوق للميل الأخير" قدمه المهندس حسين عبد الهادي اليامي مدير إدارة الأعمال التجارية بشركة stc، تلا ذلك حلقة نقاش أدارها المهندس خالد صالح الغامدي خبير سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية.
وتحدث خلالها كل من عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج رئيس هيئة الطيران المدني، والدكتور بشار بن خالد المالك الرئيس التنفيذي للخطوط الحديدية السعودية سار، والمهندس بدر بن عبدالله الدلامي نائب وزير النقل والخدمات اللوجستية لشؤون الطرق الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة العامة للطرق، عمر بن طلال حريري رئيس الهيئة العامة للموانئ، حيث ناقشت الجلسة الحوارية سبل تطوير إستراتيجيات منظومة النقل لاقتصاد دائري متنامي يحقق رؤية 2030.
وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعليج أن الإستراتيجية الوطنية للطيـران والمنبثقة مـن الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية تهدف إلى تمكين رؤية السعودية 2030 ودعم العديد من القطاعات مثل السياحة، الحج والعمرة، والاستثمار، والتوطين، وغيرها من المشاريع التنموية الضخمة.
وأوضح خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "تطوير إستراتيجيات منظومة النقل لاقتصاد دائري متنام لتحقيق رؤية السعودية 2030"، والتي أقيمت خلال أعمال مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية في مدينة الرياض أمس، أن قطاع الطيران المدني يحظى بدعم لامحدود من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وذلك لما له من دور رئيسي في إجراء تحول جذري في الاقتصاد السعودي، وتنويع مصادر الدخل لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، والمتوافقة مع الإستراتيجية الوطنية للطيران التي تهدف للوصول لـ 330 مليون مسافر عبر 250 وجهة دولية، ونقل 4.5 ملايين طن من الشحن الجوي بحلول العام 2030.
وأفاد أن قطاع الطيران المدني يؤدي دوراً محورياً في هذا التحول من خلال مجموعة من المشروعات العملاقة تشمل المطارات والناقلات الجوية ومختلف خدمات الطيران الأخرى، ومنها على سبيل المثال إعلان المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي وإطلاق المخطط العام لمطار أبها الجديد وإنشاء مطاري البحر الأحمر الدولي ومطار خليج نيوم الدولي، وإنشاء شركة "طيران الرياض"، وافتتاح المنطقة اللوجستية المتكاملة واستقطاب كبرى الشركات العالمية في المنطقة ومنحهم تراخيص الأعمال التجارية في المنطقة ومن ضمنها شركة (آبل ومجموعة شلهوب وشركة وiHerb الأمريكية وشركة "CJ Logistics" الكورية)، وإطلاق المنصة الإلكترونية للمنطقة؛ بهدف تسهيل التعاملات الاقتصادية وتعزيز مستقبل القطاع اللوجستي في المملكة بالكفاءة والمرونة العالية، لافتاً النظر إلى أنه سيكون لدينا أكثر من 260 طائرة ذات بدن ضيق خلال السنوات القريبة المقبلة وأكثر من 500 طائرة بحلول عام 2030.
وأردف: إدراكاً للدور المحوري للسياسات والأنظمة في تشكيل مستقبل الطيران، تعمل الهيئة حالياً على تحديث السياسات الاقتصادية للقطاع التي تهدف إلى تعزيز التنافسية وتحسين الكفاءة التشغيلية وتشجيع الاستثمار، إلى جانب اعتماد اللائحة الجديدة لحماية حقوق المسافرين التي ستدخل حيز التنفيذ في نوفمبر 2023، لنؤكد التزام الهيئة بتحسين تجربة المسافرين في المملكة وضمان حفظ حقوقهم.
وأفاد "الدعيلج" أن الهيئة العامة للطيران المدني تسهم في رحلة تحول المملكة من خلال تحقيق مستهدفات إستراتيجيتها والمتوافقة مع رؤية السعودية 2030، عبر إطلاق مبادرات لدعم الاقتصاد الدائري المستدام، منها: برنامج الاستدامة البيئية في مجال الطيران المدني السعودي (CAESP) والتي تؤكد حرص الهيئة على العمل وفق هدف المملكة الطموح المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، والالتزام بالأهداف الإستراتيجية لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، وتبنيه خططاً مستقبلية واعدة، متمثلة في تعاونها الأخير مع كل من شركة نيوم وشركة Volocopter، الذي أثمر عن إطلاق أول رحلة طيران بطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية في المملكة، مما يعكس حرص المملكة على تبني وتسويق النقل الجوي المتقدم (AAM)، حيث أجريت تجربة طيران ناجحة في نيوم، بعد اتخاذ تدابير السلامة اللازمة، وذلك ضمن مساعي المملكة لتحقيق الريادة في منظومة الطيران الكهربائي بالمنطقة.
ويشكل التنوع الاقتصادي محوراً أساسياً في إستراتيجية القطاع حيث تسعى إلى تشجيع الاستثمار والابتكار في قطاع الطيران من خلال توفير بيئة تنافسية مدعومة من سياستنا الاقتصادية الجديدة، وهو أمر لا يقتصر على قطاع الطيران وحده، حيث تأتي جهود الهيئة في هذا الصدد بالتزامن مع ما تشهده مختلف المجالات الاقتصادية في المملكة من نمو وازدهار وخلق للفرص، تحقيقاً لمستهدفات رؤية السعودية 2030 فيما يتعلق بالتحول الاقتصادي.
وأشار إلى أن المبادرات الإستراتيجية التي تطلقها وتتبناها الهيئة العامة للطيران المدني، تمثل خطوات عملية لسعيها نحو بناء اقتصاد دائري مستدام ومزدهر، وجهودها في هذا الإطار ليست مجرد استجابة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، بل هي تجسيد لالتزام المملكة بتبني نهج اقتصادي مستدام وشامل ومبتكر.
وأبان أن الهيئة حصلت على 2 من أصل 5 مسارات للأكثر ازدحاماً على مستوى العالم، خلال عام 2023 (القاهرة – جدة والرياض - دبي )، مؤكداً أن الهيئة تسعى خلال عام 2024 لتعزيز مكانة المملكة في خريطة الطيران العالمية، من خلال سلسلة من المشاريع والمبادرات المهمة، منها استضافة المملكة لمجموعة من أهم وأبرز فعاليات الطيران في العالم، خلال الفترة من نهاية العام الجاري وحتى عام 2024م.
وتشمل هذه الفعاليات: المؤتمر الدولي للمفاوضات الخدمات الجوية "الآيكان" (ICAN2023)، المقرر انعقاده في ديسمبر المقبل، والذي يمثل أكبر تجمع لمفاوضات الخدمات الجوية في العالم، بمشاركة أكثر من 100 دولة، والذي سينعقد على هامشه منتدى النقل الجوي للمنظمة العربية للطيران المدني، والاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية للطيران المدني لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، واجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة الطيران المدني، والنسخة الثانية من مؤتمر مستقبل الطيران، المقرر انعقاده في الرياض خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو 2024م.
إضافة إلى الاجتماع العام السنوي لمجلس المطارات الدولي ACI، المقرر انعقاده خلال الفترة من 21 إلى 23 مايو 2024، ليشكل مع مؤتمر مستقبل الطيران الذي ينعقد في الفترة ذاتها تقريباً، أسبوع طيران استثنائي في العاصمة الرياض، مشيراً إلى أن هذه الفعاليات فرصة ذهبية للمملكة لتعزيز شراكاتها العالمية في مجال الطيران وتأكيد ريادتها في هذا القطاع، حيث ننظر إلى هذه الفعاليات والمؤتمرات بوصفها منصات لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة ودفع الابتكار في مجال الطيران.
وتابع بقوله: أما على المستوى المحلي، فتواصل الهيئة العامة للطيران المدني التزامها الثابت بتحسين معايير القطاع، من خلال إصدار سياسات ولوائح ذات مستوى عالمي، لا تدعم نمو القطاع وأدائه فحسب، بل تؤكد على عمق ثقة المواطن السعودي في قطاع الطيران بالمملكة، وفي هذا الصدد، نستعد للإعلان خلال الفترة المقبلة عن عدد من المبادرات والتحديثات، التي تضمن دعم قطاع الطيران السعودي وجعله في صدارة المشهد العالمي للطيران.
أعقب ذلك عرض تقديمي آخر تناول اعتماد وتطبيق خطط استدامة سلسلة التوريد والتدوير وكيفية مساهمتها في تحقيق رؤية 2030 قدمته دينس فكتوريا المدير العام لمبادرة استدامة سلسلة التوريد والتدوير في كير العالمية، تلا ذلك حلقة نقاش ثانية بعنوان: "محركات اقتصادية فاعلة لضمان استمرارية الإمداد المحلي والإقليمي" أدارها إبراهيم القحطاني مدير الخدمات اللوجستية بشركة شنايدر إليكتريك السعودية، وتحدث فيها كل من سعادة الأستاذ ياسر توفيق رئيس سلسلة الإمداد - شركة بن زقر اللوجستية، ومعتز صافي الرئيس التنفيذي للتطوير من شركة تركر، وعلي الحسين مدير عام الخدمات اللوجستية – نوبكو، وسعادة المهندس وائل اليوسفي الرئيس التنفيذي من شركة مصادر الجزيرة التجارية.
واستؤنف المؤتمر عقب الاستراحة بعرض تقديمي ثالث بعنوان "تمكين الأعمال من خلال الآليات الحديثة لتعزيز التفكير التعاوني" قدمه الدكتور كرستيان مولر مدير المشاريع - مركز أي اتش أي الألماني لقطاع التجزئة، ثم حلقة نقاش أخرى بعنوان: "التحديات المستقبلية في مجال الخدمات اللوجستية وتمكين الحلول الشاملة" تحدث فيها كل من المهندس وليد الكنهل نائب الرئيس لقطاع الميل الأخير - channels by stc وزوهراب زبيري الرئيس التنفيذي - الشركة السعودية للنقل السائب المحدودة – سيندكس، وسامي بوسابا المدير التنفيذي – المبيعات - فيدكس إكسبرس وعبد العزيز آل سنان الرئيس التنفيذي - شركة ريادة وأعمال لتقنية المعلومات (بتروآب) وأدارها أحمد العرفج خبير بيانات أبراج السيطرة.
وأعقب الحلقة عرض تقديمي آخر بعنوان: "أهمية الخدمات اللوجستية في نجاح سلاسل الإمداد بالمدن الصناعية" قدمه الأستاذ مالك بن هاشم المرزوع مدير إدارة تطوير الخدمات اللوجستية - الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن".
وشهدت الجلسة الأخيرة للمؤتمر إعلان نتائج مسابقة تحدي سلاسل الإمداد (لوجثيون) حيث فازت بالمركز الأول في مسار الطلاب الطالبة رند بنت رعد الدرباس، وحل ثانياً فريق logibridge، فيما حصل على المركز الثالث فريق three chains.
أما في مسار المهنيين فقد نال المركز الأول في المسابقة محمد السني، ونال المركز الثاني، فريق رواد الإمداد، وحل ثالثا فريق Schlumbergr.
وكانت الجلسة قد شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات، أبرزها اتفاقية (المدينة فارما مع نيوترا هيلث كير – وأخرى مع تحالف شركات مصرية) واتفاقية (تبادل) مع (جامعة تبوك) واتفاقية (الهيئة العامة للنقل) مع شركة الناقل الوطني – غازكو) واتفاقية (الأكاديمية السعودية اللوجستية مع شركة أبو داؤود) واتفاقية (مدن مع تاد) واتفاقية (غازكو) مع (الشركة السعودية العالمية الموانئ),
واختُتم المؤتمر بحلقة نقاش أخيرة بعنوان "شباب اليوم مستقبل الغد: قوة بشرية لوجستية تقود المرحلة" أدارتها المدير التنفيذي لمعهد تشارترد للمشتريات والإمداد CIPSوتحدث فيها الدكتور فادي الفياض مدير عام التعليم بالجبيل - الهيئة الملكية للجبيل وينبع والدكتورة روث فرانسيس مديرة التعليم الدولي في معهد تشارترد للنقل واللوجستيات، والدكتور عبدالله العبد الكريم المدير التنفيذي lللأكاديمية السعودية اللوجستية والدكتور ترهان بليجيلي رئيس قسم الاستشارات والتدريب بمعهد لوجستيات الشرق الأوسط العالي للتدريب.
وفي الختام، تم استعراض التوصيات والتقرير الختامي للمؤتمر والإعلان عن النسخة السادسة 2024.