أعلنت شبكات الدفع "فيزا" و"ماستركارد"، و"أميريكان إكسبريس" أنها ستعلق العمليات في روسيا، ما يوجه ضربة جديدة للنظام المالي في البلاد بعد تدخلها في أوكرانيا.
جاء القرار بعد طلب من فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، السبت الماضي، وهو ما يهدد بمزيد من العزلة للاقتصاد الروسي الذي يواجه عقوبات مالية خانقة وسلسلة من المقاطعات من قبل الشركات.
شركة فيزا، التي مقرها سان فرانسيسكو، قالت في بيان إنها ستبدأ على الفور العمل مع العملاء والشركاء في روسيا لإيقاف جميع المعاملات خلال الأيام المقبلة، وبمجرد اكتمال العملية، فإن المعاملات التي تتم عن طريق بطاقات "فيزا" التي تم إصدارها في روسيا لن تعمل خارج الدولة، ولن تعمل البطاقات التي تم إصدارها في أي مكان آخر في العالم داخل روسيا.
وقال "إل كيلي"، الرئيس التنفيذي لـ"فيزا": "نحن مضطرون لاتخاذ إجراء في أعقاب التدخل الروسي غير المبرر في أوكرانيا، والأحداث غير المقبولة التي شهدناها"، بحسب ما نقلت "الاقتصادية".
والأسبوع الماضي، منعت شبكات الدفع كثيرًا من المؤسسات المالية في روسيا من استخدام شبكاتها بعد فرض العقوبات؛ لكن هذه الخطوة لوقف جميع المعاملات ستفاقم العزلة المالية للدولة.
والأحد الماضي، قال البنك المركزي الروسي، إن بطاقات الائتمان التي تستخدم نظامي الدفع "فيزا" و"ماستركارد" ستتوقف عن العمل في الخارج بعد 9 مارس، لكنه قلل من شأن الآثار المترتبة على التعليق، مشيرًا إلى أن جميع بطاقات "فيزا" و"ماستركارد" الصادرة عن المصارف الروسية ستستمر في العمل داخل روسيا، حيث يمكن التعامل مع المعاملات من قبل مصارف محلية، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس".
وقالت بعض المصارف الروسية، بما في ذلك "سبيربنك" و"ألفا بنك"، إنها قد تصدر بطاقات مشتركة مرتبطة بنظامي الدفع الدوليين "مير" الروسية و"يونيون باي" الصينية، وقالت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "تاس"، إن بعض المصارف الروسية تشغل بالفعل نظام الدفع "يونيون باي"، بما في ذلك "غازبروم بانك" و"روسيلخزبانك".
العقوبات التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي تسببت بالفعل في اندفاع الروس في موسكو ومدن أخرى لسحب الأموال من المصارف في البلاد بسبب مخاوف من توقف خدمات بطاقات الدفع التي تقدمها "فيزا" و"ماستركارد" عن العمل، وتشكلت طوابير طويلة عند أجهزة الصراف الآلي في انتظار تسليم شحنات نقدية جديدة وحذر بعض الخبراء الغربيين من السيولة في النظام المصرفي الروسي.
وفي وقت سابق من السبت الماضي، دعا "زيلينسكي" إلى تعليق جميع المعاملات التجارية، إضافة إلى تلك التي من خلال "فيزا" و"ماستركارد"، أثناء مكالمة فيديو مع المشرعين الأمريكيين.
وخلال المكالمة الطويلة ،عبر برنامج "زووم"، التي استمرت ساعة مع أعضاء مجلس الشيوخ، شكر "زيلينسكي" الولايات المتحدة على دعمها لكنه دعا إلى مزيد من المساعدات العسكرية والعقوبات لعزل روسيا.
وقال السناتور ليندسي جراهام في تغريدة على "تويتر" عقب المكالمة: "أي شيء يمكن أن يضر بالاقتصاد الروسي سيساعد الشعب الأوكراني، وقد يجعل هذه الحرب أكثر صعوبة على بوتين".
وقالت "ماستركارد"، التي تعمل في روسيا منذ أكثر من 25 عاماً، إنه بعد تعليقها للعمليات لن يتم دعم البطاقات الصادرة عن المصارف الروسية من قبل شبكتها، ولن تعمل أي بطاقة صادرة خارج البلاد لدى التجار الروس أو أجهزة الصراف الآلي.
وأوضحت الشركة في بيان: "لا نتخذ هذا القرار باستخفاف"، مضيفة أنه يعكس "الطبيعة غير المسبوقة للصراع الحالي والبيئة الاقتصادية غير المستقرة"، وقالت الشركة إنها ستستأنف عملياتها "عندما يكون ذلك ملائمًا، وإذا أجاز لها القانون ذلك".
وفي الأسبوع الماضي، كشفت "ماستركارد" و"فيزا" أن نحو 4 في المائة من صافي إيراداتهما في 2021 جاء من الأعمال التجارية التي تتم داخل روسيا وخارجها.
وبينت "ماستركارد" إنها ستظل يقظة لضمان سلامة وأمان نظام المدفوعات العالمي وشبكتها، وسط مخاوف من أن الشركات قد تواجه إجراءات انتقامية من المخترقين الروس في أعقاب الإجراءات التي اتخذتها.
وتابعت: "فرق المعلومات الإلكترونية والاستخباراتية لدينا ستواصل العمل مع الحكومات والشركاء في جميع أنحاء العالم لضمان استمرار استقرار وسلامة ومرونة أنظمتنا في توجيه عملياتنا والاستجابة للهجمات السيبرانية المحتملة".
وفي وقت سابق من السبت الماضي، أعلنت "باي بال" أنها ستغلق جميع خدماتها في روسيا، وقال الرئيس التنفيذي دان شولمان: في ظل الظروف الحالية، نحن نقوم بتعليق خدمات "باي بال" في روسيا. تدعم "باي بال" الشعب الأوكراني وتقف إلى جانب المجتمع الدولي في إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا".