تأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية تركيا في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية التركية نموًا كبيرًا في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والحرب الروسية الأوكرانية وغيرها، وقد كان في استقبال ولي العهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجرى خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين من مختلف الجوانب، وتم التشديد بأقوى صورة على عزمهما المشترك لتعزيز التعاون في العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية، وتبادل الجانبان وجهات النظر حيال أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
اقتصاديًا، حرصت المملكة على تقديم الدعم التنموي لتركيا، وفي هذا الشأن قدم الصندوق السعودي للتنمية - بحسب إحصائية العام 2020 - دعمه لـ11 مشروعًا تنمويًا في تركيا، بقيمة بلغت 1090.63 مليون ريال، شملت مشروعات نقل الطاقة الكهربائية، وتوفير المياه، وتجديد وكهربة الخطوط الحديدية، وإنشاء وصلات طرق وجسور، ومطار (يشيل كوي) المعروف حاليًا باسم مطار أتاتورك إسطنبول الدولي، إضافة إلى دعم مشروعات مستشفيات تعليمية وتطبيقية في جامعات تركية.
وتوضح إحصاءات منصة المساعدات السعودية، أن المملكة قدمت إلى تركيا مساعدات مالية بقيمة 463.816.390 دولار، عبر 37 مشروعًا شملت قطاعات التعليم، والطاقة، النقل والتخزين، والصحة، والمياه والإصحاح البيئي، وذلك منذ العام 1979 وحتى العام 2020، وكان الدعم الأكبر في عام 2001 بمبلغ 205.550.000 دولار.
ويعود تأسيس العلاقات الرسمية بين السعودية وتركيا إلى عام 1929م، وطيلة ما يقرب من قرن اتسم الاتجاه العام للعلاقات بين البلدين بالتطور والنمو المطرد في مجالات اقتصادية كثيرة، وقد شهد التعاون الاقتصادي بين الدولتين انعطافة نوعية بتوقيعهما اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973م.