تشهد سماء مكة المكرّمة، يوم غدٍ، الـ 5 من ذي الحجة، ظاهرة التعامد الثاني للشمس والأخير لهذا العام على الكعبة المشرّفة.
وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة: التعامد يحدث وقت أذان الظهر في المسجد الحرام، حيث ستكون الشمس على ارتفاع نحو 90 درجة عند الساعة 12:27 ظهراً بالتوقيت المحلي مع عودة الشمس "ظاهرياً" قادمة من مدار السرطان متجهة جنوباً إلى خط الاستواء، وستتوسط خط الزوال وتصبح على استقامة واحدة مع الكعبة المشرّفة التي سيختفي ظلها تماماً.
وأضاف: الشمس تتعامد على الكعبة المشرّفة بسبب ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة الذي يؤدي إلى انتقال الشمس "ظاهرياً" بين مدارَي السرطان شمالاً والجدي جنوباً مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة، لذلك فإن كل المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً أو جنوباً ترصد هذا الحدث مرتين في السنة ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان".
وأردف "أبو زاهرة" أن ظاهرة تعامد الشمس تستخدم في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية، وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة، وهي تدل على كروية كوكبنا.
وتابع: تستخدم هذه الظاهرة الفلكية في معرفة اتجاه القِبلة، خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية والمناطق كافة التي تكون فيها الشمس فوق الأفق.
يُذكر أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنة 2020 في شهر مايو الماضي أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرّفة في مايو العام المقبل 2022.