في الثالث عشر من شهر جمادى الآخرة من العام الجاري؛ ودّع الوسط الرياضي أحد أساطير الكرة السعودية " محمد سعد العبدلي " الذي ظهرت موهبته الهجومية في نادي النصر السعودي خلال مسيرة امتدت ما يقارب 15 عاماً سجل خلالها أكثر من 300 هدف قبل أن يعتزل الملاعب الرياضية عام 1400ه.
وقصة انضمام " العبدلي " للملاعب الرياضية غريبة في طورها، ولكن كشفت منه نجماً، بعد أن قتل أحد أصدقائه ورفاق دربه " حارس مرمى " بالخطأ، والذي لم يكن جاء ليمارس كرة القدم في إحدى الساحات الشعبية بالطائف بل جاء مع صديقه "العبدلي" الذي قتله خطأ.
يقول ابنه "ممدوح" لـ "سبق" مستذكراً حياة والده بعد الاعتزال حيث لم يلحق على أيامه عندما كان يلعب لنادي النصر: اعتادت الأسرة على مشاهدة الفيديوهات التي كان يحتفظ بها الوالد - رحمه الله - حيث كان حريصاً على مشاهدتها بين الحين والآخر، ليعود بنا إلى الوراء عندما كان يمثّل نادي النصر السعودي والكرة السعودية.
وأضاف: كان والدي حريصاً كل الحرص على قضاء وقته في المنزل بين أسرته بعد أن تقاعد من الحرس الوطني، لا سيما في شهر رمضان المبارك، حيث القرآن كان ملازماً له ويحثّنا على الصلاة والذكر واغتنام أيام وليالي الشهر الفضيل.
وتابع: لا يخلو حديث الوالد من استعادة ماضيه الكروي، فكان أغلب حديثه عما حققه من بطولات ودائماً يتذكر زملاءه اللاعبين، وكان ينسب الفضل بعد الله في تحقيق البطولات لرئيس النصر الراحل عبدالرحمن بن سعود، الذي كان سبباً في انضمامه لنادي النصر آنذاك.
وعن قصة تسببه في وفاة حارس مرمى في أحد أحياء الطائف؛ يقول ابنه راوياً القصة عن أبيه:" تعود القصة إلى ما قبل انضمامه إلى نادي النصر عندما كان يلعب في أحد أحياء الطائف مسقط رأسه، ففي أحد الأيام رافقه صديق له لأحد الملاعب داخل حي بالطائف وعند استعداد الفريقين لبدء المباراة كان الفريق المقابل لفريق والدي ينقصهم لاعب، حينها أقنع والدي صديقه الذي جاء معه لمشاهدة المباراة بأن يأخذ دور حارس المرمى في الفريق المقابل وقد وافق، وأثناء المباراة سدد والدي كرة في حارس المرمى " صديقه " ما أدى ذلك إلى وفاته بسببها بعد أن تم نقله إلى المستشفى، وتم القبض على والدي وانتهى الأمر بين الأسرتين بالتنازل، ليبدأ مشوار جديد مليء بالبطولات في نادي النصر.
وزاد: بعد التسديدة الصاروخية التي أودت بصديقه ورفيق دربه انهالت العروض على والدي لينضم إلى فريق نادي النصر ومن هنا بدأت مسيرته الكروية.
وعن رحيله؛ قال: عانى الوالد من مرض على مدى أربعة أشهر لينتقل إلى رحمة الله في تاريخ 1441 / 6 / 13 عن عمر يناهز 72 عاماً، تاركاً خلفه ولدين وأربع بنات يعيشون في منطقة الرياض، فضلاً عن أنه ترك خلفه مسيرة كروية حافلة بالإنجازات.
ولعب محمد سعد العبدلي في مركز الهجوم بنادي النصر، وامتدت مسيرته الكروية لما يقارب 15 عاماً، سجل خلالها أكثر من 300 هدف رسمي وودي مع النادي والمنتخب؛ ويعد ثاني أفضل مهاجم في تاريخ نادي النصر بعد ماجد عبد الله، وأول هداف لأول بطولة دوري سعودي عام 1975م-1395هـ.
ولد" العبدلي " في الطائف سنة 1946م؛ ويعد من الأسماء اللامعة بالخارطة النصراوية التي ساهمت وبفاعلية مطلقة في رسم ملامح العديد من الإنجازات الذهبية ولعل أبرزها كأس الشهداء " فلسطين" على مستوى المنطقة الوسطى عام 1389ه وكأس ولي العهد عام 1393ه وكأس الملك لموسمي 1394ه - 1396ه بجانب بطولة أول دوري يقام على مستوى المملكة وصنفت على ضوئه الأندية إلى درجتين في عام 1395ه وحقق فيها محمد سعد العبدلي هداف الدوري برصيد 13 هدفاً.
وأعلن محمد العبدلي اعتزاله وهجر الكرة عشية أن داهمته الإصابة في أكثر من مكان ليودع الملاعب الرياضية عام 1400هـ بعد مشوار طويل كان حافلاً بالانتصارات الذهبية والإنجازات الرفيعة، وأقيم له حفل اعتزال جمع النصر بأحد الفرق البرازيلية وشارك فيه عدد من زملائه اللاعبين من الأندية الأخرى، ولا يزال اسمه بعد وفاته وقبلها محفوراً في الأذهان والوجدان بعطائه الرفيع وسمعته الطيبة.
