ببراءة الطفولة وألم الفقد، سطرت طالبات الصف الخامس الابتدائي بمدرسة ابتدائية آل غنية بمحايل التي كانت تعمل بها المعلمة "زاهية بنت جابر حسن عسيري" التي ذهبت ضحية حادث مروري مؤخراً، ونُسيت في المركبة لخمس ساعات، واكتشفها ابنها داخل المركبة التي كانت تقلهما داخل حجز مرور محايل بعد أن أفاق من غيبوبته التي استمرت خمس ساعات.
ورصدت أسرة الطالبة ليان محمد، إحدى طالبات الصف الخامس بذات المدرسة التي كانت تدرس بها المعلمة رسالة سطرتها الطالبة التي لا يتجاوز عمرها 11 عاما بخط يدها تقول فيها: "أبلة زاهية، أنا ليان محمد منصور، أتمنى أن تصلك هذه الرسالة، فأنا أحبك مرة، وفارقتي المدرسة بحزن وهم ترى ما راح أنسى مرورك وضحتك التي لا تفارق وجهك ولا يوم، أنا أحبك مرة من قلب قلبي، والله يرحمك ويدخلك الفردوس الأعلى من الجنة.. أحبك مرة".
وقالت قائدة المدرسة خديجة الفلقي إن ما قدم لروح المعلمة زاهية -رحمها الله- لم يقف عند حدود المشاعر والرسائل التي نثرتها الطالبات على الورق، بل تجاوز ذلك إلى قيام طالبات الصف الخامس الابتدائي بالمدرسة بإعداد وتجهيز وجبات إفطار، ومن ثم توزيعها على طالبات الصفوف الأولية في وفاء نابع من براءة الطفولة الصادقة تجاه هذه المعلمة التي غابت ولم تغب صورتها وما قدمته لطالباتها ومجتمعها ووطنها.
وكانت قضية المعلمة زاهية شهدت تعاطفا من الجميع وتحركا رسميا كبيرا من الجهات ذات العلاقة، بينها إمارة عسير ووزارة الداخلية.