يقود الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، جهود تحويل محافظة العُلا إلى وجهة عالمية في التراث والثقافة والطبيعة الساحرة، بعدما أطلق سموه الرؤية التصميمية لمخطط "رحلة عبر الزمن"، وهي الرؤية التي تهدف إلى إحياء وتأهيل المنطقة الأثرية الرئيسة في المحافظة بشكل مسؤول ومستدام، في بيئة ثقافية وطبيعية فريدة من نوعها شمال غرب المملكة.
ويُعد المشروع محطة رئيسة ضمن برنامج تطوير العُلا، الذي لطالما نال اهتمام ولي العهد، عندما أطلق في وقت سابق إستراتيجية تطوير المحافظة على أسس علمية، تستثمر ما تتمتع به المنطقة من إرث ثقافي وحضاري غير تقليدي.
العالم يتابع
وبمجرد إطلاق الرؤية التصميمية لمخطط "رحلة عبر الزمن"، تناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية المشهد الذي ستكون عليه العُلا عند اكتمال مشروع التطوير، وهو ما دعا الكثيرين للتشديد على أن مشروع تطوير المنطقة الثقافية في العُلا، بمثابة نموذج صريح وعملي، يبين التزام المملكة وجهودها الطوعية من أجل الحفاظ على إرث الثقافي، خصوصًا إذا كان هذا الإرث ذات صبغة عالمية، يتابعه العالم، وترصده المنظمات الدولية نظرًا لأهميته للبشرية.
وباكتمال المشروع، وتحقيق أهدافه، سيصبح نموذجًا عالميًا للتنمية المستدامة والمسؤولة والشاملة للمجتمع المحلي، عبر أكثر من 100 مشروع ستُقام على طول 20 كيلو مترًا، وتضم 5 مراكز وأحياء رئيسة و15 مرفقًا ثقافيًا وطبيعيًا. ويتكون مخطط "رحلة عبر الزمن"، من 3 مراحل رئيسة، ومن المقرر أن تكتمل أولى مراحله بنهاية العام 2023.
وتسير العُلا بخطوات واسعة، لتحجز موقعًا مميزًا كوجهة سياحية عالمية، ستكون للجميع، وسيجد السائح كما يجد في أي وجهة سياحية عالمية، ما يناسب ميزانيته ومستوى الإقامة التي ينشدها وبرامج السياحة التي يرغبها، مع ضمان تطبيق المعايير العالية للهيئة التي تعمل على تقديم العُلا كعنوان سياحي عالمي.
رؤية العُلا
ولعل احتضان المملكة للقمة الخليجية في العُلا، منح هذه المدينة العريقة عنوانًا عريضًا لعبقريتها التاريخية الجامعة للحضارات ومراياها العاكسة لطموح مستقبل سياحي واعد، أكدته "رؤية العُلا"، التي سبق وأطلقها الأمير محمد بن سلمان، كأحد أهداف رؤية 2030 ، بصياغة إستراتيجية.
ولأن الإنسان السعودي هو محور الرؤية والهدف الأساس للتنمية الشاملة، أعلنت الهيئة الملكية للعُلا على برنامج الابتعاث الدولي، الذي يوفر لأبناء وبنات العُلا فرصة الدراسة في العديد من العواصم العالمية مثل الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، ما يُسهم بشكل كبير وفعّال في دعم هذه المشروعات وإعطائها طابعًا محليًا بمعايير وخبرات عالمية من خلال أيدي أبنائها، في إطار التطوير المستدام لقطاع السفر والسياحة.
برامج الهيئة
وتهدف برامج الهيئة الملكية إلى الحفاظ على التراث، وجعل الفن والثقافة والمجتمع في بؤرة اهتمامها، وقد تجلى ذلك جيدًا في مؤتمر مستقبل الضيافة الافتراضي، الذي ضم أكثر من 2500 شخص من جمهور عالمي من الرياديين والقادة وبمشاركة اليونسكو.
وقد تركت الحضارات المتوالية تنوعًا وثراءً يشكل إرث مجتمع العُلا الغني اليوم. وتظل أكبر متحف مفتوح في العالم، مثلما تمثل كتابًا مفتوحًا، تحرص رؤية العُلا على سرد فصولها للعالم، حيث تواصل الهيئة كشف كنوز هذه المدينة ومعالمها وروائع تنوع طبيعتها الفريدة.
الناتج المحلّي
ويعدّ مخطط "رحلة عبر الزمن" جُزءًا من برنامج تطويري شامل للعُلا، تشرف عليه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، وتهدف إستراتيجية التطوير عند اكتمالها في عام 2035 إلى توفير38 ألف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى المساهمة بمبلغ 120 مليار ريال في الناتج المحلّي الإجمالي للمملكة. ويُقدم المخطط خريطة تاريخية مميزة لحضارات استوطنت واحات العُلا المتنوعة على مدار أكثر من 7000 عام من التاريخ البشري، من خلال استثمار الغنى التراثي والثقافي والثراء الطبيعي والجيولوجي للمنطقة، عبر مشاركة مجتمعها المميز في مسيرة التطوير لحفظ إرث العُلا، ورسم المستقبل عبر فتح فصول جديدة لاكتشاف تاريخها الذي لم يكتشف، وبناء إرث مستقبلي يُفاخر به.
إطلاق الرؤية
وتعكس رعاية ولي العهد وإشرافه المباشر على إطلاق الرؤية التصميمية للمخطط اهتمام سموه الكبير والمتواصل بإبراز الوجه الحضاري للمملكة للعالم أجمع، نظير ما تمتلكه من مقومات وما تزخر به من إمكانات تؤهلها لمواصلة دورها الفاعل والحيوي في جهود الحفاظ على التراث العالمي، ويعد المخطط أكبر مبادرة لإحياء وتأهيل الواحات الثقافية والطبيعية بشكل مستدام في العالم.
ويأتي تطوير المنطقة الثقافية للعُلا ترجمةً عملية لرؤية سمو ولي العهد التي تهدف إلى تعزيز الانفتاح الثقافي للمملكة على دول العالم أجمع من خلال تحويل العُلا إلى متحف حي ووجهة عالمية للفنون والتراث والثقافة والطبيعة، كما تأتي في إطار جهود تنويع مصادر الاقتصاد وتحسين جودة الحياة.
ويُسهم تطوير العُلا، في توفير 38 ألف وظيفة لأهالي وسكان العُلا طيلة الـ15 عامًا المقبلة، بهدف إشراكهم في جهود حفظ وصون التراث الوطني الإنساني، وتحسين جودة الحياة في المحافظة.