"خداع بصري" بعد غد .. السعودية تواعد "ثاني بدر عملاق" في 2020

"فلكية جدة": المد العالي يرتفع على نحو استثنائي يعقبه خفض بشكل مماثل
"خداع بصري" بعد غد .. السعودية تواعد "ثاني بدر عملاق" في 2020

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة؛ إن سماء السعودية والمنطقة العربية تشهد مساء بعد غد الإثنين، القمر البدر العملاق الثاني من أربعة هذه السنة 2020؛ حيث سيكون حجمه الظاهري أكبر وأكثر إضاءة قليلاً مقارنة بالمعتاد.

البدر العملاق سيظهر من الأفق الشرقي مع غروب الشمس حسب التوقيت المحلي، وسيبقى يزيّن السماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق شمس الثلاثاء، وسيلاحظ أن حجم القمر الظاهري في أثناء شروقه سيكون "ضخماً" وهذا مجرد خداع بصري يحدث شهرياً ولا علاقة له إذا كان القمر قريباً من الأرض أو بعيداً عنها في مداره الإهليجي، فالقمر بعد ارتفاعه عالياً في السماء يعود إلى حجمه المعتاد.

أما بالنسبة للون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر في أثناء شروقه فهي ألوان حقيقية، فالغلاف الجوي للأرض يعمل على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس عن القمر بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا ونراها، وهو السبب نفسه الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.

وسيصل القمر البدر لحظة الاكتمال عند الساعة 8:48 مساء بتوقيت السعودية (5:48 مساء بتوقيت غرينتش) وهو توقيت مثالي لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافاً لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس.

إن وصف "القمر العملاق" يطلق على القمر المحاق أو القمر البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلو متراً، وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية "قمر الحضيض" ويقصد به وقوع القمر في أقرب نقطة من الأرض، وفي حالة هذا القمر البدر سيكون على مسافة 357.399 كيلو متراً.

وقد لا يلاحظ فرق في الحجم الظاهري لهذا البدر العملاق مقارنة بباقي أقمار البدر الأخرى، لكن المتابعين بشكل مستمر للأقمار البدر يمكنهم ملاحظة حجم إضافي ظاهري لهذا القمر البدر عندما يكون عالياً في قبة السماء.

ولن يكون لهذا البدر العملاق تأثير في الكرة الأرضية مثل البدر العملاق الأول في يناير الماضي باستثناء ظاهرتي المد والجزر وهو أمر طبيعي، فشهرياً في يوم البدر تنتظم الشمس والأرض والقمر وهذا يسبب مداً وجزراً واسع المدى، فالمد العالي يرتفع على نحو استثنائي وفي اليوم نفسه يحدث أخفض جزء على نحو استثنائي، ونظراً لأن القمر البدر سيكون قريباً من نقطة الحضيض سيبرز المد في ظاهرة تسمّى (المد العالي الحضيض).

ولكن ذلك الاختلاف محدود ولن يؤثر في توازن الطاقة الداخلية لكوكبنا؛ لأنه يحدث مد وجزر كل يوم، لذلك لا يتوقع حدوث زيادة في النشاط الجيولوجي أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية.

وخلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بنحو الساعة كل يوم، وخلال بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من وقوعه في مرحلة البدر المكتمل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org