تعمل التكنولوجيا الذكية، التي تشمل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، على تحويل تصنيع السيارات عبر سلسلة القيمة، من التصميم إلى الإنتاج، وحتى ما بعد الإنتاج؛ بمجرد أن تلامس إطارات السيارة الطرق.
وتتيح الروبوتات والأتمتة، في مرحلة الإنتاج، تشغيل مصانع برمتها بأقل قدر من التدخل البشري أو حتى بدون تدخل بشري.
وتعد صناعة السيارات بين طليعة الصناعات التي تَبَنت الذكاء الاصطناعي والتقنيات التنبؤية الأخرى.
ووفقًا للبحث؛ فمن المتوقع أن ينمو السوق العالمي للذكاء الاصطناعي للسيارات، ليصل إلى 7.676.92 دولارًا أمريكيًّا بحلول عام 2028، مدفوعًا بالحاجة إلى مزيد من الكفاءة وتقليل الخطأ البشري.
ويساعد الذكاء الاصطناعي مطوري المنتجات، في مجال صناعة السيارات، على تصميم موديلات سيارات تتناسب مع توقعات المستهلكين المعاصرة، وهو يحل محل الأنظمة التقليدية، ومن ثم زيادة توفير التكاليف وتحسين إنتاجية الموظفين.
ستكشف شركة جيلي، أكبر علامة سيارات صينية مملوكة للقطاع الخاص، النقاب قريبًا عن سيارات SUV الفاخرة والأكثر تطورًا من الناحية التكنولوجية في المنطقة. وتتميز السيارة الحصرية والأعلى في فئتها، بأنها مدعومة بأحدث التقنيات ومصنوعة بشغف ودقة وأحدث ميزات الأمان.
وقد تم تصنيع هذا المنتج الرائد الراقي في مصنع جيلي "بلاك لايت" في شيان بالصين. وبالانتقال بالأتمتة إلى المستوى التالي؛ يتم تشغيل المصنع بواسطة الروبوتات عبر كل مراحل عملية الإنتاج، بدءًا من التصميم وحتى التجميع النهائي.
ويتم تنفيذ جميع العمليات؛ بما في ذلك النقل والاختبار، بواسطة روبوتات صناعية؛ مما يقلل بشكل كبير من تكاليف الإنتاج ويحسّن من كفاءته، وهو يعني أنه يمكن تشغيل العملية بأكملها دون أي تدخل بشري في الظلام الدامس، ومن هنا جاء المصطلح غير المعتاد "بلاك لايت" أو "المصنع المظلم".
ويتميز المصنع الحديث بمسار اختبار بطول 3.2 كم يحاكي ما يصل إلى 21 نوعًا من ظروف الطريق التي يحتمل أن يواجهها المستخدمون يوميًّا؛ بما في ذلك اختبار الرياح واختبار القيادة الذكي وغيرها.
والهدف هو محاكاة الرحلات اليومية الواقعية على الطريق وإجراء تعديلات على التصميم، إذا لزم الأمر، في مرحلة الإنتاج.
أما إنتاج السيارة بشكل كامل بواسطة الروبوتات؛ فهو يجعلها خالية تمامًا من الأخطاء وفعالة.
وتتصل جميع معدات وأدوات الإنتاج بالإنترنت طوال الوقت وهي مدعومة بنظام إدارة الذكاء الاصطناعي لتصنيع المركبات الذكي.
ويتم استخدام البيانات الضخمة لتحديد موقع كل حلقة في الجودة بدقة، ويمكنه إيقاف خط الفحص عند الضرورة. كما تحتوي كل مركبة على ملف إلكتروني يسمح للفرد بتتبع أي مشاكل تتعلق بالجودة.
وبالإضافة إلى ما سبق، يتم تحميل جميع بيانات السيارة إلى السحابة في الوقت الفعلي، والتي تشمل جودة السيارة وتشغيل الأجزاء ونتائج الفحص الكهربائي ونتائج الربط ونتائج الملء. وينتج نظام تنفيذ التصنيع 3.6 ملايين قطعة من البيانات سنويًّا؛ (بما في ذلك الصور والرموز) وما يصل إلى 5600 تيرا بايت من البيانات.
تُعد عملية التجميع، المرحلة الأولى في العمليات الرئيسية الأربع لتصنيع المركبات. وتمتد ورشة جيلي إلى مساحة 27000 متر مربع، وتعتمد "عملية دمغ أوتوماتيكية بالكامل من خمس سلاسل".
وعلاوة على ذلك؛ فإن جميع المهام، من فك الرص إلى التغذية، والتنظيف، والفصل بين جزأين، ونقل الضاغط، وأخيرًا، جمع الأجزاء من خط التجميع؛ هي آلية بشكل كامل.
وتعتبر ورشة اللحام، وهي المرحلة التالية في العملية، مسؤولة بشكل رئيسي عن لحام وتجميع الجسم الأبيض، بما في ذلك تجميع وتركيب الأبواب. وتعد هذه هي المرحلة الأكثر أهمية في بناء هيكل السيارة بالكامل.
وتعتمد "جيلي" عملية لحام تجميع آلية رائدة في المجال؛ لإتمام هذه المرحلة بكفاءة. أما المرحلة التالية، وهي خط الطلاء المجهز بـ84 روبوتًا لتمكين الرش الآلي للألواح الداخلية والخارجية بمعدل أتمتة 75٪.
وتمتلك "جيلي" خطوط إنتاج مرنة مع دقة عالية في التجميع لإجراء التجميع التلقائي للجسم والهيكل في وقت واحد.
أما عن مرحلة الفحص النهائية فهي عملية فحص يدوي وآلي لضمان أن السيارة تفي بجميع معايير التصنيع.
ويضع مصنع "جيلي" المظلم معيارًا جديدًا في التصنيع المحلي والدولي؛ حيث يفي خط الإنتاج المؤتمت بالكامل بمعايير الاتحاد الأوروبي.
ويُعد الجزء الأفضل في الأمر، أن العملية الآلية تضمن عدم تصريف مياه الصرف الصحي ومدافن النفايات والمواد الخطرة أثناء الإنتاج.
وتتطلع "جيلي" إلى إنتاج المركبات الكهربائية والمركبات الهجينة والمركبات التي تعمل بالوقود في الوقت نفسه في المستقبل في المصنع المظلم؛ مما سيؤدي إلى تحسين الكفاءات بشكل كبير عبر خط الإنتاج.
وتهدف "جيلي" إلى تحقيق عمليات إنتاج خالية من الكربون بحلول العام 2045، من خلال التصنيع الذكي، والطاقة الخضراء، واستخدام المواد المعاد تدويرها، وما إلى ذلك، وهو ما من شأنه دفع استراتيجية العلامة التجارية لزيادة المبيعات إلى 3.65 ملايين وحدة؛ اعتبارًا من عام 2025 إلى جانب رؤيتها للاستفادة من أحدث التقنيات في مجال تصنيع السيارات.