تكمن أهمية زيارة سمو ولي العهد بدولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح للمملكة، في كونها أول زيارة خارجية له منذ توليه ولاية للعهد، ما يعكس عمق وتميز تلك العلاقة الثنائية التي توليها دولة الكويت مع المملكة، ورغبتها في تعزيزها نحو تطلعات وآفاق القيادتين والشعبين الشقيقين.
علاقات تاريخية راسخة
وترتبط المملكة ودولة الكويت بعلاقات تاريخية راسخة ومتجذرة، تنبع من رؤى وتلاحم ومصير مشترك، والتاريخ يزخر بصفحات من البطولة والمواقف المشرفة بين البلدين، وهذه العلاقة الوطيدة مستمرة في طريقها نحو مستقبل زاهر يحقق الأمن والرخاء للبلدين والشعبين الشقيقين.
وامتازت العلاقات بين البلدين بأنها وطيدة ومتينة، ويربطها مصير مشترك، كما تمتاز بأنها علاقة أخوية عوضًا عن الزيارات المتكررة في كل عام بين الوسطاء والأمراء في كِلا البلدين.
عمق تاريخي
كما تميزت العلاقات السعودية الكويتية عن غيرها من العلاقات بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891م حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمهما الله – ضيوفًا على الكويت، قُبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902م .
وحرص الملك عبدالعزيز- رحمه الله - على توثيق وشائج المودة مع دول الخليج العربي، ومنها دولة الكويت التي زارها خلال الأعوام : 1910 م، 1915م، و1936م، وذلك حينما كان يؤسس قيام الدولة السعودية في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها في ذلك الوقت.
كما وقع الملك عبدالعزيز – رحمه الله – عددًا من الاتفاقيات الدولية، ومنها ما تم مع حكومة الكويت في الثاني من شهر ديسمبر 1922م، وهي اتفاقية العقير لتحديد الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين، وذلك بدعم من الملك عبدالعزيز آل سعود، والشيخ أحمد الجابر الصباح – رحمهما الله -.
روابط الدين والدم واللغة
وبنيت العلاقات السعودية والكويتية على أسس راسخة، حيث يجمع بين السعودية والكويت روابط الدم والدين واللغة، وتجانس الأسر والمصاهرة، وحسن الجوار الممتد لعدة قرون؛ بشكلٍ قلَّ نظيره بين أيٍّ من بلدان العالم.
كما تجمع ملوك المملكة بأمراء الكويت منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- علاقة شخصية واستراتيجية عميقة، تؤكد معنى الأخوة والمواقف والمصير المشترك.
مقومات اقتصادية وروابط اجتماعية
وقد شاركت المملكة قوات التحالف في حرب الخليج الثانية لطرد القوات العراقية من البلاد، وحينها قال الملك فهد كلمته الشهيرة: "إما أن تعود الكويت، أو تروح السعودية معها".
ولا شك أن كلا البلدين الشقيقين بما يملكانه من مقومات سياسية أو اقتصادية كبيرة وروابط اجتماعية متميزة كل ذلك كان له أكبر الأثر في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب الإسهام بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.